Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أي حياة تريد أن تعود؟!

إضاءة

A A
وقفنا متجاورين في الحارتين المخصصتين للتفتيش والسؤال عن التصريح في شارع فلسطين.. قال سائق مكتوب على سيارته «الطبيب إلى منزلك»، موجهًا حديثه للجندي الذي يتأكد من حمل التصريح: متى تعود الحياة لطبيعتها وتنتهي مهمة نقطة التفتيش؟ قال الجندي بتلقائية: أنتم من تحددون!

لقد جاءت الإجابة من الإيجاز والبلاغة، بحيث جعلتني أحييه مرتين! وفيما كان السائق يعتبر الإجابة، هروبًا من ذكر معلومة، كنت ومازلت اعتبرها غاية في الوضوح.. فالناس هم من يحددون الآن موعد انتهاء تفشي الفيروس، ومن ثم تختفي كافة نقاط التفتيش! والحق أنني وددت لو سألت السائق «أي حياة تريدها أن تعود؟!».

كلنا نتوق للحياة أن تعود.. ولكن أي حياة؟! إنها بالتأكيد تلك الخالية من الأوبئة والأمراض والفيروسات.. انها الحياة الخالية من كورونا بالتأكيد.. ثم إنها الحياة الجميلة والمليئة بالزينة التي أحلها الله.. زينة البحار الجميلة، والأنهار العذبة، والحدائق الغناء، والغابات المنسقة، والشوارع والميادين النظيفة!

تلك هي الحياة التي نريدها أن تعود بعد زوال الفيروس وانحساره!

إن المشتاقين للخروج للكورنيش في جدة أو الإسكندرية أو في أي مكان، يشتاقون إلى جمال الكون في حالته الطبيعية، التي لم نعرف قدرها، ونحن نتعامل مع البحر بإهمال! مثلهم في ذلك، مثل المشتاقين للخروج إلى الأنهار، والى الأزهار، والى الأطيار، فهل سيختلف تعاملنا مع كل هذا الجمال بعد زوال كورونا؟

لقد أثبت لنا الفيروس الثقيل، أن الإحساس بالجمال أمر فطري أصيل، فالعجب به دائم، والميل إليه طبيعة في النفس البشرية تحن إليه كل حين، وتبكي عليه إذا افتقدته العين!

واذا عاد لنا هذا الجمال الكوني في صورته الظاهرة، فهل نعود نحن الى جمال أكثر روعة، حيث صدق الحس، واستقامة الفطرة، ويقظة الضمير، ورهافة المشاعر، وصدق العاطفة؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store