Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

الإسلام والشرائع

A A
لازال الخلط قائماً في بعض المجتمعات الإسلامية ببن العلماء والعامة في نسبة الدين الإسلامي إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقط، ثم يزداد الخلط وتتسع مساحته لديهم أيضاً بتسمية الشرائع التي جاء بها الأنبياء السابقون وخاصة من نزلت عليهم الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى فيطلقون عليها مسميات الأديان وهذا خطأ عظيم يرتكب من قبلهم فلا دين عند الله إلا الإسلام، فهو دين الله الوحيد في أرضه ولا دين غيره، والإسلام هو الإقرار بوحدانية الله سبحانه وأن لا معبود سواه وأن تخضع كل عبادات الإنسان ومعاملاته الحياتية لمطالب هذا الإقرار.. قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).. ومن هذا الدين الأوحد تندرج مراتب تتفاضل في مكانتها ودرجة سموها وقربها من الله سبحانه كدرجة الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه السماوية وبالقدر خيره وشره، ثم تأتي بعد ذلك مرتبة الإحسان التي تعد أعلى المراتب درجة وقرباً من الله وهو أن تصل الى مرتبة التصديق اليقين بأن الله يراك في كل حركاتك وسكناتك وعلى ضوء ذلك التصديق اليقيني تكون عبادتك لله والتزامك بأوامره واجتنابك لنواهيه.

وكي تتحقق تلك العبادة كما أرادها الله سبحانه فقد حددها واكتملت واتمت بدقة ووضوح في آخر كتبه السماوية الذي نزل على خاتم أنبيائه ورسله وهو القرآن الكريم وتمثل به نبيه وحبيبه وخليله سلوكاً ومعاملة ليكون قدوة للبشر، لكن وللأسف الشديد أن ذلك السيل الجارف من الاجتهادات البشرية التي قوبلت بالقبول والاتباع من قبل الكثير من عامة الناس بل أن البعض منها قوبلت بالتقديس لأصحاب تلك الاجتهادات البشرية بعد النبوة حتى غلبت مقولاتهم (اجتهاداتهم) على الأصول التي حددها الدين فبدأ الغلو يبرز ويتنامى وبدأ الساسة يتخذون من الدين لباساً لتعزيز حكمهم وبدأت المذاهب تتنافس على التحريف والمبالغة في التطبيق حتى أصبحت تعاليم الدين الحقيقي تختبي خلف تلك الاجتهادات وبدأت القدوة النبوية الشريفة تختبي خلف أولئك المجتهدين المقدسين فزاد الإنحراف وبرزت الفرق الضالة وتحول الدين إلى عباءة يلتحفها الكثير من المنتفعين فتاه الأتباع خلفهم وكانت النتيجة أن ذلك الدين العظيم قد شوهت صورته عند الغير بما سيؤثر حتماً على قبول الراغبين في اعتناقه وبروز العداءات له وللمسلمين حتى أصبح المسلم مشبوهاً في سلوكاته ومعاملاته.

ومن هنا لابد من استحداث هيئات علمية شرعية من كل أرجاء العالم يتم اختيار أفرادها من المسلمين الوسطيين الذين يتمثل فيهم صورة هذا الدين الحقيقية بصورة جلية قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) تكون مهتهم تنقية هذا الدين الحنيف من كل تراث بشري أضر به وشوه صورته، وعلى ضوء ذلك التحديث يعاد نشره من خلال أنظمة التعليم ومنابر الوعظ ومؤسسات الإعلام بمختلف اتجاهاته وحتماً سيكون الانتصار لهذا الدين العظيم على سلوك ومعاملة كل مسلم في شتى بقاع الأرض فهل يتم ذلك؟.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store