إلى معالي وزير التعليم

أعتقد أن وزارة التعليم ستخرج من جائحة كورونا بالكثير من الدروس المستفادة التي ستفرز بعض القرارات في مختلف مسارب الوزارة التعليمية والتربوية على حد سواء، وهذا المتوقع في ظل اهتمام الكادر الوزاري وفي مقدمتهم معالي الوزير الذي نرى له الكثير من المبادرات الناجحة وفي ظل حالة الحراك التي تعيشها الوزارة تنفيذًا لبنود وبرامج وآليات خطتنا 2030 فهذه الجائحة حتمًا كشفت الكثير من السلبيات والإيجابيات أيضًا التي يستوجب أن تؤخذ في الاعتبار مستقبلًا إما بالتعزيز أو التعديل أو التغيير، ولعل أبرز الأمور التي أفرزتها الجائحة هو التعلم عن بعد الذي حقق نجاحًا لافتًا استنادًا إلى آراء الطلاب وأولياء الأمور وحتى الكثير من مشرفي ومعلمي وقياديي العملية التعليمية الذين أثنوا على هذه التجربة وعلى ما يبدو أن التحصيل العلمي الذي حصل عليه الطلبة والطالبات كان أفضل وأكثر فائدة من التعلم الفصلي داخل أسوار المدارس وتقديري لذلك الناتج أن تعليمنا داخل المدارس كان يكتنفه القصور كون الحيز الأكبر منه لازال يقوم على طرائق الحفظ والتلقين وهو ما ثبت قصوره في الجانب التحصيلي للطلبة والطالبات حيث كان التعليم عن بعد أكثر حرصًا من قبل الطلبة والطالبات وأكثر اعتمادًا على النفس في البحث والتقصي عن المعلومة ولعل هذا يجعلني أنادي بالاستمرار في تطبيق هذه التجربة للفصل الدراسي الأول لسببين: أحدهما:

أن الجائحة حتمًا لن تنتهي من العالم قبل عدة شهور حتى لو انتهت من عندنا وعودة الطلبة إلى المدارس تجعلهم معرضين للإصابة في ظل الفتح الحتمي الخارجي لسبل النقل الجوي والبري والبحري ولو حدث ذلك فسوف نعود إلى نقطة الصفر حمانا الله.

والآخر: ستكون فرصة مواتية للوزارة لإجراء الدراسات المستفيضة عن التعليم عن بعد ونتائجه فقد يكون أحد الحلول التنموية إذا اخذنا في الاعتبار فقدان أو ضمور التعليم التطبيقي داخل المدارس أو على أقل تقدير جعل التعليم النظري فقط عن بعد.

وفي جانب آخر ستكون فرصة للوزارة لإعادة النظر في مكونات المباني المدرسية وإعادة النظر في هياكلها ومكوناتها المادية والعلمية لتكون مستعدة مستقبلًا لإنشاء مبانٍ مكتملة التجهيز وقائمة على التعلم التطبيقي وهذا يعد خطوة في غاية الأهمية كون الوزارة لن تستطيع فعل ذلك أثناء التعلم داخل الأبنية المدرسية وخاصة تنفيذ مطالب الخطة التنموية فيما يخص نظام التعليم. والله من وراء القصد.