Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

مسؤوليتك عن الحياة .. عن الوجود!

إضاءة

A A
إذا كنت واثقًا تمامًا من التزامك بكل الإجراءات والتدابير الخاصة بمواجهة الفيروس، فلا تتردد لحظة في لفت نظر المتهاون والمتراخي في هذا الأمر.ز أعلم أنك مسؤول عن الحياة.. عن الأرض.. بل عن الوجود الإنساني كله!

من هنا يصبح من حقك أن تقول، وأن تجاهر بالقول، إذا ما رأيت مخالفة واضحة في أي مكان.. لقد جاءت كورونا لتثبت لك وله ولي وللجميع أننا مسؤولون عن كل الأمكنة!

إنها ضريبة الأمانة التي حملنها وأشفقت منها السموات والأرض والجبال، ثم إنها ضريبة الاستخلاف في الأرض، والسعي الدائم لعمارتها والحفاظ عليها.

كلنا مشتركون في هذه المهمة الأبدية الكبرى، مهمة عمارة الأرض والحفاظ على الوجود.. الكبير والصغير، والغني والفقير.

صحيح أن ثمة مهام أخرى، تقاعس البشر فيها لأسباب متفاوتة، لكننا هذه المرة أمام صراع مع الفيروس الذي يهدد البشرية كلها.

البشر الذين سكنوا في بلاد الجليد هناك في الاسكيمو، وهؤلاء الذين صمدوا وعاشوا في المناطق الحارة.. كل سكان المعمورة مدعوون الآن لإنقاذ البشرية من كورونا، التي كشفت وتكشف كل يوم أن الله جل شأنه خلق الإنسان بالفعل «في كبد».

في كل الشرائع والمذاهب، ستجد الإنسان مسؤول عن حماية الوجود كله، بل إن الفيلسوف الألماني الذي يلقبونه بأحد الرعاة الكبار في القرن العشرين يقول في كتابه (المغتربون) «إن الإنسان هو راعي الوجود»، وقريب من ذلك، ذهب نيتشه، وريلكه، وسبينوزا، وقبلهم أرسطو وأفلاطون.. ولماذا نذهب بعيدًا ولا نتأمل قوله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا».

كل السلطات أو الأدوات في مواجهة مخالفة الإجراءات والاحترازات معك.. سلطة القانون، وسلطة الواجب الأخلاقي، وسلطة المجتمع، بل الحياة التي بت مسؤولا عن المشاركة في حمايتها.. فلا تتردد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store