Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

الهيئة التنسيقية.. وإدارة الأزمة اقتصاديا

A A
يعتبر قرار الدولة بإقامة مناسك الحج لهذا العام بأعداد محدودة جداً لمختلف الجنسيات من المقيمين داخل المملكة.. قرار صائب وحكيم ؛ حفاظًاً على سلامة أرواح المسلمين وحماية للمشاعر المقدسة من أن ينتشر بها الوباء.. خاصة وأنه لم يوجد حتى الساعة أي لقاح لتحصين القادمين للحج.. ولكن حرصت الدولة على إقامة شعيرة الحج كما فرضها الله سبحانه وتعالى.. والقيام بواجبها الإستراتيجي على أكمل وجه..

ومع ذلك لا ننكر أن المردود الاقتصادي على مكة المكرمة سيتأثر؛ فعادة ما يصل إلى مليارات من الريالات من إيرادات القطاعات المختلفة العاملة في الحج ومنها قطاع الفندقة حيث يوجد في مكة المكرمة 309 آلاف غرفة فندقية وسكنية، وشركات النقل، والمواصلات، ومؤسسات الطوافة، والمحلات التجارية.. فحتى هدايا الحجاج تدر دخلاً بالملايين.. ولكن هذا قضاء الله وقدره، فالجائحة اجتاحت العالم وسببت له ركوداً اقتصادياً، ونحن جزء من العالم؛ بالرغم من الاجراءات الاقتصادية الحكيمة التي اتخذتها الدولة للتخفيف من آثار الجائحة اقتصادياً والتي منها تخصيص مبلغ 120 مليار ريال لتحفيز الاقتصاد والتخفيف من آثاره على القطاعات التجارية والصناعية..

وحقيقة فقد أحسنت الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة بقيادة رئيس مجلس إدارتها الأستاذ هشام كعكي بعقد اجتماعات مكثفة ودراسة علمية للوضع الراهن ومقترحات منها: تقديم إعانة عاجلة للشركات التي تمثل المصروفات التشغيلية الأساسية لـ6 أشهر القادمة، والسماح بفسخ العقود الإيجارية للمنشآت السياحية لتعذر الانتفاع بالعقار، واسقاط 75%

من إيجار الفنادق لسنة 1441هـ وهي تمثل نسبة الايرادات للفترة التي توقف فيها النشاط أسوة بما قامت به وزارة السياحة -صحيفة مكة الاربعاء 27/9/1441هـ- بل إن الغرفة -وكما قال رئيس مجلس إدارتها- ستتمكن من خلال نظام الغرف التجارية الجديد من الابتكار في مشاريع والتوجه القوي نحو الاستثمار في التقنية؛ وإن التنوع وقت الأزمات يفرز إبداعات جديدة ويخلق فرصاً متنوعة، وإن أصحاب الشركات للحج والعمرة عليهم وضع بدائل وأفكار مبتكرة سواء بالاندماج أو الاستثمارات الأخرى، نعم هذه هي القيادة الادارية الفذة التي تنظر للمستقبل وتتعامل معه باحترافية.

وحقيقة فإن ثقتنا كبيرة في تخصيص جزء من 120 مليار ريال لهؤلاء الذين يمثل الحج لهم مورداً أساسياً ومنهم: المساهمون والمساهمات في مؤسسات أرباب الطوائف.. فبعض منهم يمثل الحج دخلاً أساسياً لسداد ايجارات سكنهم، وفواتير كهرباء وماء متراكمة عليهم، بل إن بعضهم قد يلجأ للضمان الاجتماعي أو طلب سلال غذائية من الجمعيات الخيرية.. وهؤلاء موجودة بياناتهم في كل مؤسسة..

كما نأمل أيضاَ أن تكون الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف قد قامت بدراسة الوضع، وتقديم سيناريوهات متنوعة لحل الأزمة المالية.. فهؤلاء هم رؤساء المؤسسات ويحصلون على مرتبات لعملهم في الهيئة التنسيقية بالإضافة إلى مرتباتهم، ومكافآتهم الموسمية في مؤسساتهم.! وقد وضُعت في تقاريرهم السنوية الفاخرة قيم راقية منها: «احترام مصلحة المساهمين والمساهمات والعاملين بها، والتكامل بالتنسيق..» فهل عملوا بما يكفل إدارة الأزمة ووضع مبادرات وحلول لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية على المساهمين والمساهمات؟ بل هل أوجدت لجنة في كل مؤسسة لإدارة المخاطر!؟ وهو أمر بديهي في جميع الشركات والمؤسسات بوضع خطط بديلة لتخفيف الآثار الاقتصادية.. وهل وضعت إجراءات مثلاً لإلغاء رواتب مكافآت أعضاء مجالس الادارات الموسمية لأنه لا يوجد موسم؟ وكذلك إعادة النظر في الرواتب الشهرية.. للتخفيف من الخسائر على المساهمين والمساهمات؟ وهل تم التفكير في الاستفادة من احتياطي الطوارئ؟ وهناك ثلاث سنوات بعد الرسملة من عام 1438- 1440هـ نتفاءل بالخير بإذن الله.. وكلنا ثقة بأن من تولوا القيادة على مستوى الأمانة والمسؤولية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store