Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

كورونا بين جهود الدولة.. ومسؤولية الإنسان

A A
في حديث الصراحة لمعالي وزير الصحة د. توفيق الربيعة في 7 إبريل 2020 الذي أعلن فيه عن وجود 4 دراسات توقعت أن يتراوح عدد الإصابات بفيروس كورونا من 10 آلاف إلى 200 ألف إصابة ظننا يومها أن هناك مبالغة.. ولكن كشفت الأيام صدق تلك الدراسات حيث تجاوزت الأعداد الآن أكثر من 232 ألف إصابة.. ولا زالت الحالات النشطة بارتفاع يومياً!. وحقيقة لقد كان تعامل الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ووزارة الصحة أكبر الأثر في التقليل من عدد الإصابات وبالتالي تسطيح المنحنى قدر الإمكان حيث تعاملت الدولة بحكمة من حيث تعليق العمرة، وتعليق الدراسة، وتعليق الحضور لمقرات العمل، بل تكفلت الدولة بصرف 60% لرواتب موظفي القطاع الخاص؛ وكانت هناك 142 مبادرة حكومية بإجمالي 214 مليار ريال بالإضافة إلى برنامج مؤسسة النقد العربي السعودي التي كلفت 100 مليار ريال وما تم تخصيصه للقطاع الصحي بلغ 47 مليار ريال، بالإضافة إلى تمديد عدد من المبادرات لدعم الأفراد والقطاع الخاص في يوليو الحالي..

كل ذلك كلف الدولة أثمان باهظة فإذا أضفنا إلى ذلك انخفاض إيرادات النفط في بداية 2020م وتراجع الأسعار في الأسواق العالمية وكل ذلك كان له تداعياته المؤثرة على ميزانية الدولة.. وكان لابد من المعالجة للوضع أيضاً لمصلحة الإنسان ولمواجهة تبعات الوضع الاقتصادي من الجائحة.. وضمان الاستدامة المالية وكانت تلك القرارات التي اُتخذت وهي الأخف ضرراً على الإنسان بإلغاء بدل غلاء المعيشة ورفع قيمة الضريبة من 5% إلى 15% من بداية يوليو 2020م.

فكل ما تقوم به الدولة هو لصالح الإنسان فحتى حينما أوقفت الحجر الصحي في بداية شوال وعادت الحياة إلى طبيعتها لم يكن ذلك لأن الفيروس قد انتهى ولكن لعودة السلاسل الاقتصادية إلى مجراها وشددت على أن (نعود بحذر) وهنا حمّلت الدولة المسؤولية للإنسان ولم تعني ما فعلته بعض الدول حينما أعلنت عن سياسة (مناعة القطيع) وليموت من يموت وليعش من يعش..، ولكن ونحن في دولة تحكم بقوانين إلهية وتحافظ على حياة الفرد ففُتحت الحياة والأسواق التجارية والمولات ولكن للأسف البعض لم يطبق شعار (كلنا مسؤول) بل حتى اليوم لم يطبقوا شعار (نعود بحذر) فكثير من التهور في اللقاءات مع الأصدقاء والأقارب والضرب بعرض الحائط بكل التعليمات من التباعد الجسدي ولبس الكمامات..

وبدأنا الآن نسمع عن الاستعدادات للذهاب للشاليهات والاستراحات في عيد الأضحى المبارك ودعوات للأهل والأصدقاء..!! فأين التباعد في هذه اللقاءات العشوائية!؟ بل حتى الحج حينما قررت الدولة فتحه بأعداد قليلة وضعت معايير عالية لتحقيق التباعد الجسدي في جميع أماكن العبادة في المشاعر المقدسة.. وحتى هيئة السياحة في فعاليتها وضعت إجراءات صارمة لتحقق التباعد..

فما بالنا نقحم الزوجات والأبناء ونغامر بصحتهم وحياتهم في أماكن لا تحقق أدنى معايير الشروط الصحية!! لماذا لا تكون الرحلات مقتصرة على أفراد الأسرة الواحدة فقط!! لتغيير نمط الحياة والاستمتاع بأجواء مختلفة.. دون أن نفقد أعزاء لنا -لا قدر الله- فالله سبحانه وتعالى يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ».. ويقول: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ».

هذه التجمعات تهدد الأمن الصحي وتكلف الدولة مبالغ طائلة فهل ننتظر مثلاً أن يقوم الأمن العام بإرسال شرطيات في الشاليهات لتفقد الوضع الأمني، وفرض الغرامات وهي 10 آلاف ريال للتجمعات، وكذلك 1000 ريال غرامة عدم لبس الكمامة؟! لأن هناك أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض وينشرون المرض Silent spreaders. أظن أننا لابد أن نكون على مستوى المسؤولية ونعود فعلاً بحذر.. لسلامة أمن المجتمع الصحي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store