ظلت مهمة التسوق العائلي الخفيف من السوق، محببة للنفوس حتى وقت قريب، وتحديدًا الي ما قبل ظهور الفيروس! وتكتمل المتعة حين تفاجأ أنت بزميل سابق لم تره منذ سنوات، أو تفاجأ ابنتك بزميلة لها كانت معها في الفصل، قبل أن تنقل لمدرسة أخرى، أو يقابل الابن، معلمًا فيصافحه بحرارة، أو تلمح زوجتك وجهًا غائبًا بصديقة قديمة أو لجارة!
الآن، تذهب الى التسوق وحدك، وكأنك في مهمة صعبة وشاقة، تتطلب استعدادًا طبيًا ونفسيًا وحركيًا، تبدأ من منزلك ثم سيارتك، إلى أن تدخل مؤثرًا الشراء بنفسك وليس عن بعد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!
ومع ذلك، يمكن القول: إنه بإمكانك أن تستشعر هذه اللحظات الأخلاقية العظمى، باعتبارها للتاريخ! فمنذ دخولك هذا المركز التجاري أو ذاك، وأنت تفعل الواجب الإنساني، تجاه نفسك، وتجاه الغير، بكل إخلاص وتجرد وحماس!
ها أنت الآن ترتفع فوق رغباتك، بل وفوق مسار الحياة العادي! أنت الآن تنغمس في حالة من الاستقامة، بحيث تنزع عن نفسك، كل معاني الفوضى والعشوائية، حيث ترتفع نحو الأفضل والأجمل، والأنفع في وقت واحد.
أما والحال كذلك، فما المانع أن تقنع نفسك بأن جوهر الأخلاق هو الذي يردعك وليس كوفيد 19؟!
ما المانع أن تستشعر أن السلوك القويم في التعامل مع الناس ومع الأشياء، هو الضابط والكابح وليس الفيروس؟!
ما المانع، أن تستشعر في طريق العودة أن الاستقامة هي التي ينبغي أن توجه سلوكنا نحو الأفضل والأصلح وليس كورونا؟!.