Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

اختلاق الأسباب لخلايا الإرهاب

A A
كما معظم النار من مستصغر الشرر، فالآفات القاتلة والمميتة كذلك من مستصغر الفيروسات التي تنشر المرض والخوف والفزع، ولا ترى بالعين المجرَّدة.. وتشبه كلاهما في العدوانيَّة الخلايا النائمة للجماعات الإرهابيَّة المتستِّرة بالدين، والأديان كلُها براء من جرائمها.. تبدأ مخططَّها الإجرامي باختلاق الشائعات ونشرها، ثمَّ تبثُّ أخبارًا مُلفَّقة عن واقع الحال في مجتمع ما، والأحوال في بلدان آمنة مطمئنَّة.. وتبالغ بما هو يُفترض متوقعًا من كوارث لا أساس لها من الصحَّة.. وتجد ضالَّتها بما تمتلك من مواقع التواصل الاجتماعي وقنواته للانتشار السريع، غالبًا بدون التحرِّي عن صحَّتها ومصداقيِّتها من المتلقي بما يراه ويسمعه على شاشاتها.
أمَّا قنوات الإعلام الرسميَّة، ومع دورها الفاعل لنشر حقيقة الأخبار، فتبدو مقصِّرة وبصفة دوريَّة منتظمَّة لتقديم جرد لما تمَّ إنجازه من مشروعات، وما تعذَّر تحقيقة منها لقطع دابر الشك باليقين.. ولا توجد أيضًا مراقبة فعليَّة للقنوات الفضائيَّة التي تديرها جماعات مذهبيَّة متشدِّدة، همُّها الوحيد هدم ما هو قائم من أنظمة حكم لتحلَّ محلَّها كما يحدث هذه الأيَّام في عدد من بلداننا العربيَّة.. يقترفون ذلك على أمل وصولهم لسدَّة الحكم، باعتبار أنَّهم (الفرقة الوحيدة الناجيةً من النار) من بين ثلاث وسبعين فرقة من المسلمين.. وأنَّهم وحدهم القادرون على إعادة عقارب الساعة إلى زمن السلف الصالح، متناسين ومتجاهلين بأنَّ السلف الصالح كان متسلحًا بمكارم الأخلاق التي تجمع ولا تفرِّق، وتعامل الجميع بالعدل والإنصاف، وتتعايش مع كلِّ أطياف المجتمع بالحُسنى.. والله سبحانه وتعالى هو القائل في محكم كتابه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لِجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store