Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عندما يكون الحارس الشخصي للزعيم هو الطبيب!

عندما يكون الحارس الشخصي للزعيم هو الطبيب!

يوميات صحفي متجول.. بلا تصريح!

A A
لم تستوقفني القرارات أو التوصيات التي تمخضت عنها القمة الأوروبية التي عقدت أمس في العاصمة البلجيكية بروكسل والتي وصفت بأنها الأهم منذ أربعين عامًا، بقدر ما استوقفتني الإشارة إلى أن كل زعيم من الزعماء المكممين الـ27 كان يرافقه مساعدان فقط، والأهم منهما «طبيب»! واذا كان دور المساعدين هو التحضير للقمة والتذكير بما قد ينساه الزعيم، فان الطبيب كان متأهبًا للتدخل عند الحاجة!

أي حاجة تلك التي تستدعي تدخل الطبيب في قمة أوروبية موضوعها «صندوق إنقاذ» يعول عليه الاتحاد الأوروبي وبخاصة الدول الأكثر تضررًا من كوفيد 19!

لا تسألني عن القوة الألمانية، والإبداع الفرنسي، ولا عن «صقور الشمال» بمن فيهم الهولنديون والنمساويون والسويديون والدنماركيون، ولا تسألني عن الإيطاليين والأسبان، فداخل القاعة، كانوا يتصارعون على الحصص.. حجمها، وتوزيعها، وطريقة توزيعها، وشروطها!

والأكثر عجبًا ودهشة أن هؤلاء جميعًا كانوا مضطرين للاتفاق أو شبه الاتفاق ليس تحت صرخات الشعوب وخوفها من الفيروس، وإنما تحت تهديد اليمين المتطرف الطامع في الاستفادة من الفشل وتحقيق مكاسب يمكن أن تمكنه من الحكم!

في كل الأحوال، ولحين صدور القرارات، وكيف خرجت، ومدى إمكانية تنفيذها من عدمه، يبقى أن نقول: إن كورونا في واقع الأمر، كشفت تقزم العالم القوي المتحضر ليس في مواجهة الفيروس، وإنما في مواجهة نفسه!

أما آن الأوان ليعيد هؤلاء في تعريف القوة، أو فلنقل الشجاعة؟ أما آن الأوان للعودة إلى قيم مهمة تعبر عن التطلع إلى الأعمال الإنسانية الكبيرة لا من أجل الربح والشره والتوسع والطمع، وإنما لتحقيق ما فيها من نبل ومن سمو؟!

ويا أيها الطبيب المرافق، قل للزعماء الـ27 إن 500 مليار يورو التي تسعون لتوفيرها وتوزيعها حتى يعم الأمان، ليست رقمًا كبيرًا قياسًا بأسعار الأسلحة المدمرة التي تنتجونها صباح مساء للاستخدام في الحرب لا في السلام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store