Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الجبن والشجاعة في زمن الكورونا!

الجبن والشجاعة في زمن الكورونا!

يوميات صحفي متجول بلا تصريح 67

A A
الآن ونحن في أواخر يوليو من عام 2020 يمكن القول: إن مرحلة الهلع من كوفيد 19 انتهت أو كادت! الآن ومن خلال الرصد والمتابعة اليومية في الشوارع والبنوك والمراكز التجارية ومقار العمل في القطاعين العام والخاص يمكن القول إن الشعور بالخوف الشديد قد أوشك على الانتهاء ليحل محله الشعور السابق بالشجاعة، والواقع أننا جميعا بحاجة لإعادة تعريف مصطلحات الجبن والشجاعة علنا نمشي في حياتنا بهما -بالتعريفين- وبحيث لا نزيحهما فور إزاحة الكمامة!

وتبعًا لذلك فنتعرف على الخط الفاصل بين هذه الصفات، إذًا الشجاعة وسط معتدل أو وسط عدل بين الإفراط، والجبن! وبمعنى آخر فإن الشجاعة تتوسط رذيلتي التهور وما يجنيه على النفس من دمار وهلاك، والجبن الذي يعني الذل والخنوع، يستوي في ذلك الفرد، والجماعة، والدولة.

وللشجاعة أيضًا ركائز متينة، مثل الطموح الى عظيم الأفعال، لا من أجل المصلحة الشخصية ولا من أجل المكسب المادي، بل من أجل الوصول الى درجة من النبل والسمو.. ومن ركائزها كذلك، الكرم والجود، والاستعداد لبذل كل ماهو غال وثمين من أجل تحقيق عظائم الأعمال.. ومن أهم ركائزها الصبر، وهو عدم اليأس والجزع والفزع، فالصابر لا يتراجع أبدًا، ولكن الحكمة تقتضي المثابرة دون مكابرة، والتأني دون جبن.

طبق هذه الأشياء في تعاملك مع الفيروس، وبقي أن تطبقها مع من حولك من نفوس، وحينها ستفوز حتمًا براحة البال وراحة الضمير.. لن يتعرض كبرياؤك لجرح، ولا صبرك لتأويل.. وفرق كبير بين الكبر والكبرياء.

واذا كانت مرحلة الكورونا قد علمتنا الكرم مع الغير، والشهامة مع الآخرين، وقوة الاحتمال على هذا الاختبار الصعب، فلماذا لا نمشي هكذا على الدوام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store