Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حتى في أوروبا.. الفيروس يكشف جشع النفوس!

حتى في أوروبا.. الفيروس يكشف جشع النفوس!

إضاءة

A A
حتى ولو اتفق القادة الأوربيون على خطة التعافي الاقتصادي لمرحلة ما بعد كورونا، فقد كشفت قمتهم الأخيرة عما تكنه النفوس -نفوس الكبار- في زمن الفيروس!

هكذا لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحده الذي بدا متوترًا في عز الأزمة، وداخلا في معركة لم يكن هذا وقتها بالنسبة للعالم الفقير وغير الفقير مع منظمة الصحة العالمية.

والذي حدث في بروكسل أن قادة أوربا قضوا نحو 55 ساعة في النقاشات التي تخللتها عبارات من قبيل «إنه يكرهني» والتي وردت على لسان رئيس وزراء المجر في وصفه لنظيره الهولندي!

وفيما كانت رئيسة الوزراء البلجيكية تؤكد أن ساعة الاتفاق قد حانت، قالت رئيسة وزراء ألمانيا «إن التسويات لا ينبغي أن تتم على حسابنا»، حيث اتفق معها الرئيس الفرنسي! بينما قال رئيس وزراء هولندا إن المبالغ التي سيتم منحها لابد أن تخضع لشروط بحيث تنفق بالشكل الصحيح!

هكذا انقسم الأوربيون الى مجموعتين أو ثلاث، الأولى تضم الدول المترددة وتضم ألمانيا وفرنسا، والثانية تضم ما أسموه بالدول المقتصدة الدنمارك والسويد والنمسا وفنلندا، فيما راح رئيسا وزراء المجر وهولندا يتراشقان.

والحاصل أن الاجتماع لم يكن خاصًا بتوفير صفقات سلاح، أو تقسيم مناطق نفوذ في الدول الفقيرة، وإنما كان شأنًا أوربيًا خاصًا بما بعد كورونا، وتحديدًا ما يتعلق بالمساعدات والمنح والقروض فيما بينهم وليس للدول الفقيرة!

أريد أن أقول إن أداء الكبار حتى الآن في التعامل أثناء كورونا، والاستعداد لما بعدها لم يكن مقنعًا منذ دب الخلاف وما يزال بين الصين والولايات المتحدة، وحتى الآن!

لقد كان من المؤمل قبل أي خلاف أوربي أوربي، فيما يتعلق بخطة التعافي، والذي هو «غرض» أن تكون هناك خطة لمواجهة «المرض»، وسواء اتفق الأوربيون أو لم يتفقوا -وسيتفقون بالتأكيد- فهم مطالبون أمام العالم بأن يتم تكثيف التعاون بين المعامل والمختبرات، بحيث تتسارع عملية التوصل الى لقاح أو علاج، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى الآن.. خبر من هنا وتصريح من هناك، وتأكيد من هنا ونفي من هناك، فيما تقضي منظمة الصحة العالمية وقتًا طويلا في الدفاع عن نفسها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store