يبدو أن العالم الآن على موعد مع سباق تلقيح شرس على غرار سباق التسليح! ويبدو أن صوت الأمين العام للأمم المتحدة سيضيع وسط انشغال القوى الكبرى بهذا السباق!
ومن الواضح أن إعلان بريطانيا التوصل الى لقاح فعال أشرفت عليه جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة أمريكية، سيجعل سباق التسليح يحتل صدارة الأنباء العالمية.
وبموازاة إعلان رئيس الحكومة البريطانية التوصل إلى اللقاح، وتأكيده على نجاحه مختبريًا وعمليًا، وثبوت قوته وجدواه، صدرت الاتهامات البريطانية الأمريكية مباشرة الى المخابرات الروسية التي جندت قراصنة لسرقة نتائج التوصل الى اللقاح، وهو الأمر الذي نفته روسيا، حيث أكد الكرملين كذب هذه الادعاءات مع الإشارة إلى قرب التوصل الروسي لإنتاج لقاح فعال.
وكان السباق قد اشتعل في البداية بين واشنطن وبكين، متخذًا اشكالا سياسية واقتصادية أيضًا، تنذر بأزمة طاحنة، إن لم يكن قد نشبت بالفعل.
هكذا وفيما كان من المفترض أن يحتفي العالم ببوادر الأمل في القضاء على الجائحة من بوابة بريطانية، بدأ التراشق وتبادل الاتهامات ليس بين العلماء وبعضهم وإنما بين الزعماء والوزراء!
يأتي ذلك، فيما تصرح أو تصرخ منظمة الصحة العالمية قائلة إن عدد المصابين في العالم تجاوز 15 مليون إنسان، فيما توفي حتى الآن نحو 600 ألف! وهو ما دفع الأمين العام للامم المتحدة غوتيرش لأن يطالب بالتهدئة بين المتنافسين وبشراكة فاعلة بحيث يستفيد العالم كله من هذا اللقاح!
وهنا تعبر أصوات عديدة عن مخاوفها من توحش الشركات المنتجة، حال طرح اللقاح نهاية العالم الجاري، ما يعني أن الأغنياء فقط سيستطيعون الحصول عليه! ويزيد من هذه المخاوف، ثبوت تفشي الأنانية، على مستوى الدول وليس على مستوى الأفراد، رغم أن الأفراد كلهم إخوة في الإنسانية، أو المفترض أن يكونوا!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
