Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

في ذكرى وفاته العاشرة.. ملامح من مسيرة محمد عبده يماني

A A
في الثاني من شهر ذي الحجة الحالي، حلت الذكرى العاشرة لرحيل الأديب والمفكر والإعلامي الكبير معالي الدكتور محمد عبده يماني، وتعرض هذه المقالة بعض الملامح المضيئة في مسيرته -رحمه الله-.

ولد معالي الدكتور محمد عبده يماني بمكة المكرمة عام 1359هـ، وتلقى تعليمه بها حتى نهاية المرحلة الثانوية، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود عام 1383هـ، ونال درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة كورنيل بنيويورك، كما حصل على دبلوم في ادارة الجامعات ودراسة لعلوم الصور الجوية وتحديد الثروات المعدنية والتخطيط الإقليمي لاستغلال الثروات المعدنية في اطار علم الجيولوجيا الاقتصادية.

تولى العديد من المناصب العلمية والإدارية، منها وكيل كلية العلوم بجامعة الملك سعود، ووكيل وزارة المعارف للشؤون الفنية، ووكيل ثم مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم عين وزيرًا للإعلام عام 1403هـ.

ومعلوم أن معاليه كان مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز في فترة مهمة للغاية من حياة الجامعة، وكان وقتها مديرًا لجامعتين كبيرتين في الواقع، إذ كانت جامعة أم القرى أنذاك فرعًا لجامعة الملك عبدالعزيز، وكان معاليه بارعًا في إدارتهما معًا، وتعتبر فترته الفترة الانتقالية من مرحلة الجامعة الصغيرة المحدودة الى الجامعة العالمية الكبيرة والتوسع في التخصصات والمنشآت في آن معًا.

وعليه فإن فترة ادارة معاليه لهذه الجامعة الفتية، كانت فترة تأسيس وبناء في ظل إمكانيات محدودة ومسؤوليات جسام تحملها معاليه بكل كفاءة واقتدار، ووضع الجامعة في مسارها الصحيح، وسهل على من جاء بعده من الرجال المخلصين المضي بها نحو المزيد من الارتقاء والتطور.

وجانب مضيء آخر من شخصية اليماني هو جانب التأليف وإثراء المكتبة العربية والإسلامية بعشرات الكتب والمؤلفات التي تحمل جميعًا روح المنافحة عن قضايا المسلمين الكبرى، وتبين أحوال المسلمين في أنحاء المعمورة عن كثب، حيث كان معاليه يصدر كتابًا عن كل منطقة زارها من العالم الإسلامي في افريقيا والجمهوريات السوفيتية وسواها، وقد قرأت هذه الكتب جميعًا وكتبت عنها تباعًا في الصحافة المحلية اضافة الى مؤلفات الأدبية العديدة، ومنها قصته: فتاة من حائل، ومجموعته القصصية: اليد السفلى، وأذكر أنهما ظهرتا حول عام 1400هـ.

أما الجانب الثالث المضيء في حياة محمد عبده يماني فهو الجانب الخيري، كان يرأس ويدير جمعية اقرأ الخيرية، وهي جمعية خيرية عالمية لها مشروعات ضخمة وإنجازات بارزة في جميع أنحاء العالم عمومًا والمملكة خصوصًا، وإضافة الى ما تقدمه من مساعدات وإعانات لذوي الحاجة، فإنها تضطلع بدور بارز في الدعوة الى الله وتعليم شباب المسلمين ونشر المعرفة بينهم، وقد صدر عنها العديد من المؤلفات التعليمية منها سلسلة مهمة في تعليم العربية للناطقين بغيرها، كما يتبع لها المركز الثقافي الإسلامي بجدة الذي يعنى بدعوة الجاليات وتعليم المسلمين الجدد أصول دينهم ومبادئ العربية.

وإن كنا عرضنا في هذه المقالة بعضًا من الجوانب المضيئة في شخصية فقيد الأمة معالي الدكتور محمد عبده يماني، فإن الجوانب المضيئة الأخرى في شخصيته كثيرة لا تحصى رحمه الله رحمة واسعة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store