Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

غسل الأموال ونشر التفاهة!

A A
ربما تابع معظمنا قصة أخصائية العيون الأمريكية التي تركت عملها وتحولت إلى «كلب» حسب موقع «ladbile، جينا فيلبس عمرها 21 عامًا، اكتشفت أن الطريق إلى الشهرة والمال من خلال فيديوهاتها التي تبث على حساب «only fans » مقابل اشتراك 20 دولار شهريًا، بلغ عدد متابعيها 155 ألفًا وحققت ملايين المشاهدات، وتحقق دخلا أكثر من 100 ألف دولار أمريكي شهريًا، وأصبحت من مشاهير «تيك توك».

أوردت هذه القصة ليس تمجيدًا لهذه الفتاة، بل للتأكيد على هوس جمع المال من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، والإعلام الجديد، ونشر التفاهة بكل وسيلة حتى من خلال تحول فتاة إلى «كلب» طالما هناك متابعون شغوفون بالتفاهة، لكن القضية لم تعد مجرد نشر للتفاهة، بل تحولت في القضية الأخيرة التي شغلت الرأي العام في الكويت ودول الخليج وربما العالم في الفترة الأخيرة، إلى قضية غسل أموال.

لم أكن مهتمة بمعرفة معنى «غسل الأموال»، رغم أن الفضول وشغف المعرفة يدير العبارة في عقلي لمعرفة معناها، إلا أن أمورًا أخرى تستحوذ على اهتمامي، تحيل القضية برمتها، إلى حيز النسيان، أو عدم الاهتمام في ذاكرتي، حتى ظهور هذه القضية، في دولة الكويت الشقيقة، ربما لأنها ارتبطت بمشاهير السوشال ميديا، أو لأنها- رغم انشغال العالم بجائحة كورونا وتداعياتها الصحية والاقتصادية، وأخبار الصراع في ليبيا والتدخل التركي، والصراع على مياه النيل بين أثيوبيا ومصر والسودان، وما يحدث في سوريا والعراق ولبنان- أي قضية غسل الأموال في الكويت، استحوذت على اهتمام واسع لارتباطها بمشاهير التواصل الاجتماعي.

ربما لأن عبارة «مشاهير» جاذبة أكثر من القضايا العامة، لأنها ترتبط بأفراد، أو شخصيات عرفهم الجمهور عبر وسائل الإعلام الجديد، أو أن الجمهور هو الذي جعل منهم شخصيات مشهورة، عندما أدمن على تداول السنابات، والفيديوهات حتى الرسائل الصوتية، مهما كانت سطحيتها وتفاهتها.

ربما إدمان المكسب السهل عند بعض المشاهير، سهل استغلالهم من عصابات تبييض الأموال، لكن القانون لا يحمي المغفلين، ولا أعتقد أن من ثبت عليه الإثراء من خلال تبييض الأموال في تلك القضية أو ربما في قضايا مشابهة ستسفر عنها الأيام ينطبق عليه المثل السابق، بل أصبح طعمًا سهلا اصطادته عصابات تبييض الأموال بكل سهولة.

غسل الأموال، يعني تحويل الأموال الواردة من أعمال غير مشروعة إلى أموال نظيفة، من خلال عمليات استثمار شرعية تهدف إلى تغطية المصادر المشبوهة لهذه الأموال، وهي تتم على ثلاثة مراحل كما فهمت من خلال محاولة فهمي للقضية:

1- إدخال الأموال إلى النظام المالي عبر المؤسسات المالية أو غيرها.

2- تحويل الأموال إلى شكل آخر لتضييع مصدرها.

3- إعادة دمج الأموال المغسولة واستثمارها في الاقتصاد المشروع.

غسل الأموال أو تبييضها يعتبر جريمة اقتصادية لأن الأموال من مصادر محرمة ويتم إضفاء الشرعية القانونية عليها «لحيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها، تحويلها، نقلها، أو التلاعب في قيمتها إذا كانت متحصلة من جرائم مثل زراعة وتصنيع النباتات المخدرة أو المجوهرات، جلبها وتصديرها والاتجار فيها» ويكيبيديا.

القضية الأخيرة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي وتصدرت عناوين الصحف لتورط مشاهير وشخصيات مؤثرة على قنوات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، حيث تضخمت حساباتهم البنكية وبلغت عشرات الملايين بالدينار الكويتي.

هل هذه القضية يمكنها أن تثير بعض الوعي لدى المتابعين لمثل هؤلاء المشاهير، وكي لا نجمع كل المشاهير في سلة واحدة، هناك من المشاهير من يبث رسائل تحمل قيمة ثقافية أو توعوية مهمة يستحقون المتابعة والاشادة لكن معظمهم يبثون التفاهة بكل وسيلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store