Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الفيروس يغني: فين جهاز العروسة؟!

الفيروس يغني: فين جهاز العروسة؟!

اضاءة

A A
مضى العيد مخلفًا مذاقًا خاصًا هذا العام.. إنه مذاق الأمل في أعياد مقبلة خالية من كل الفيروسات والأوبئة! مضى العيد مذكرًا هذه المرة أكثر من المرات السابقة بضرورة التكاتف الروحي رغم التباعد الجسدي! سالت دماء الأضاحي مذكرة بسنة إبراهيم أبو الأنبياء، في التضحية والفداء، وبنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم في الوحدة وفي الإخاء.

والسعيد السعيد، من خرج من العيد هذه المرة، وقد تسامح وصفح وتصافح وترفع عن الصغائر.. السعيد هو من قضى أيام العيد في نثر زهور الأمل على الوجوه، مذكرًا بالأمس القريب، وما كان فيه ومنه من تهديد ووعيد.

قضيت العيد في مصر، حيث مظاهر اختفاء الفيروس أو ضعفه أو تراجعه بلا حصر.. ومنذ وصلت قريتي وأنا أطير إليها كالحمامة لم ألمح في الطريق اليها أو في شوارعها قفازًا واحد أو كمامة!

ورغم حالة القلق التي انتابتني طوال أيام زيارتي، فقد رحت بدوري أتابع طابورًا طويلا من السيارات التي يرقص من أمامها الرجال والشباب، ومن خلفها السيدات والفتيات، حيث بدأ جهاز العروسة رحلته من دار العريس في الناحية القبلية من القرية الى دار العريس في الناحية البحرية، بينما تصرخ مجموعة من النسوة: فين جهاز العروسة.. فرجوني عليه!

والحق أنني تخيلت أنهن يردن أن يطمئن على عدد الكمامات والقفازات وزجاجات الكلور والمطهرات، باعتبارها من ضرورات العصر، قبل أن أتبين أنهن يسألن عن عدد الأواني، والسجادات، والملاءات، فيما تصرخ إحداهن على العامل الذي يتولى إنزال الجهاز: حاسب على الغسالة الفول أوتوماتيك!

مضى الهتاف المطالب برؤية جهاز العروسة وضرورة أن «يفرجوها عليه».. ومع ذلك لم أقل وأنا أرصد هذا التزاحم الشديد: عليه العوض ومنه العوض! كان كل شىء يمضي على طبيعته، رغم أن الهتاف تحول الى: يا ساتر استر من دخول الحارة، دي الحارة سد والجيران قرارة! أغلقت نافذتي المطلة على الفرح، وأنا أردد: اللهم مزيدًا من الأمان والسلام.. والفرح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store