Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

أشعل شمعة حياتك

A A
الحياة السعيدة مرتبطة بعقلية وتفكير ومعتقد الإنسان نحو ذاته وعلاقته بربه أولا ثم بمن يحيطون به، منهجية السعادة في الحياة تتطلب معرفة الذات وتحقيق التوازن في جميع جوانب عجلة الحياة.

أن تكون مؤمنًا بربك وبقدره وترضى بقضائه وعطائه وترتقي روحك في عالم تعصف به الأحداث وتتكاثر الهموم والمشاكل والاضطرابات والحروب والأمراض فذلك غاية ما يتمناه الإنسان.. إن لم يكن الرابط وثيقًا متماسكًا قويًا متجددًا بروح إيمانية عميقة سينال الإنسان حينها نصيبه من الضياع والتشتت ويضل طريقه القويم.

الجسد والعقل والروح مثلث لابد أن نعي تمامًا أنه بحاجة ماسة لتفقد أضلاعه فلا نغفل ضلعًا ولا نتجاهل آخر، من أجل جسد قوي لابد من استخدامه بشكل صحيح والاهتمام بالغذاء والحركة ليستمر في قوته، والعقل المفكر المدبر لابد أن نغذيه أكثر من تغذية الجسد، العلم والمعرفة والثقافة والفنون كلها مجتمعة تغذي الروح والعقل معًا.

العقول الخاوية من الأفكار النيرة الهادفة من السهل اختراقها والسيطرة عليها، أما المثقف المنشغل دومًا بغذاء العقل لن يكون يومًا فريسة للأشرار والأفكار المتطرفة.

كي تعرف طريقك نحو النجاح في الحياة لابد أن تعرف شغفك، ماذا تحب؟ وأي شيء يستهويك؟ وتستغرق فيه وقتك دون ملل وأنت بارع فيه بين أقرانك وفي نفس الوقت يكون مصدر دخل ورزق لك، هذا ما سيشعرك بالسعادة وأنت تقوم بتأدية هذه المهمة. هذه الفلسفة اليابانية -الايكيغاي-هي سر السعادة عندهم واعتقد ان الإنسان فعلا يحلم بأن يكون مستمتعًا بما يؤديه في حياته وفي نفس الوقت يكسب منه رزقًا حلالاً طيبًا مباركًا.

الفلسفة والمنطق والعقل والمشاعر والأحاسيس تلتقي لتشكل مسيرة حياة انسان في هذه الدنيا التي قدر لنا أن نعيشها حينًا من الدهر.

السعيد حقًا من استطاع أن يخلو بنفسه ويكتشف قدراتها وملكاتها ومواهبها ويضع خططًا مكتوبة لهدفه في الحياة ويستجمع كل أفكاره قبل أن يجري به الزمن وتضيع سنوات عمره التي من المفترض أن تكون سنوات للعطاء والبذل والابداع والابتكار والإنجاز ويقضي تلك السنوات في البحث عن المجهول وعن تغيير الواقع وإن كان مريرًا .. نحن من نجعل الحياة حلوة ونسعد بها ونسعد مع من يحيطون بنا، ونحن أيضًا من نقرر أن نرتدي نظارة سوداء لا ترى إلا الظلام.

الشمس تشرق كل يوم وفي اشراقتها تعبير عن روح الحياة السعيدة والتفاؤل بيوم أجمل من أمس ويوم حافل بالإنجازات إن قررنا ذلك وإن كتبنا جدول مهمات نقوم به ونلزم أنفسنا بتنفيذها وتحقيقها وترجمتها من كلمات مكتوبة لأفعال مشهودة.. علم التخطيط وكتابة الأهداف وصياغة مؤشرات الأداء ليست نظريات ولا تنظير لا قيمة له بل هو علم قابل للتطبيق ورصد منجزاته ومن خلاله نقيم مسيرة حياتنا ونحدد نقاط قوتنا فنعززها ونقاط ضعفنا فنعالجها ونواجه التحديات ونستثمر كل الفرص المتاحة.. التخطيط الشخصي يثمر ويسهم في تحقيق منجزات وطنية عملاقة ان عرف كل منا دوره الحقيقي في هذه الحياة لنكن سعداء بكل ما نملكه وإن كان قليلا فالقليل لدينا كثير جدًا عند غيرنا.. الحياة تستحق منا أن نعيشها بمشاعر الحب والسعادة والتفاؤل والتسامح والتعايش وقلوب بيضاء عامرة بكل الخير بعيدًا عن كل الشرور والأحقاد والسواد الذي لا يليق بقلوب تؤمن بأن الله خالقنا ورازقنا سخر لنا كل هذا الكون ليكون مصدرًا حقيقيًا لسعادتنا.. نعم الله خلقنا لعبادته ولعمارة الأرض واستثمار خيراتها والبركات تحل دومًا على أناس يسلكون دروب الخير بعيدًا كل البعد عن الأذى والضر للآخرين.. الله جل في علاه يريد منا أن نسعد الآخرين وأحب الأعمال عند الله ادخال السرور على قلب أخيك.. وكان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.

نحن بحاجة الى إعادة قراءة أنفسنا وتهذيب أرواحنا ومعالجة قلوبنا إن أصابها شيء من المرض، ففي الجسد مضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب، هكذا علمنا سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من كان يملك قلبًا رحيمًا متسامحًا لا يعرف إلا الحب والصدق والطيبة والخلق الرفيع ويحب التفاؤل ويؤمن بالغد الأجمل ويطلب من الله الفردوس الأعلى، اللهم أرزقنا جوار سيد الخلق في الدنيا والآخرة وأجعله شفيعنا يوم الدين وأن نلقاه بقلوب سليمة طاهرة ترضيك عنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store