Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

تداعيات تفجير مرفأ بيروت..!

A A
لبنان يعاني منذ زمن طويل من أزمات متلاحقة حيث موقعه الجغرافي في ملتقى الحضارات وتعدد طوائفه من مسلمين سنة وشيعة ودروز ومسيحيين وأرمن.. وكل طائفة متمسكة بتاريخها وتميز وجودها عن الطوائف الأخرى.. وجواره على ضفاف المتوسط ملاصق لسوريا التي منذ الاستقلال وهي تدعي أنه جزء منها وإسرائيل بسياستها التوسعية وفلسطين المغتصبة.. هويتها عربية وهواها فرنسي ومناخها جذاب صيفًا وشتاءً.. تواكب الحداثة الأوروبية وتحافظ على طابعها الشرقي وتميزت بمزيجها الثقافي وإنتاجها الفكري.. قدمت نموذجًا متميزًا في مجال الثقافة والطباعة ورفعت سقف المد الثقافي والمعرفي المعاصر حتى أصبحت واحة المثقفين والأدباء العرب ومصيف جذاب للأثرياء العرب أيضًا حيث يجدوا الراحة والاستجمام خلال موسم الصيف بجوها المعتدل وخدماتها المريحة.. كما وجدت الدول الكبرى فيها المكان المناسب ونقطة لقاء ومسرح مناورات إعلامية واستخباراتية خاصة خلال الحرب الباردة.

الجامعة الأمريكية مقصد الدارسين العرب ومدرسة شملان التي اشتهرت بتعليم الدبلوماسيين الجواسيس الغربيين اللغة العربية.. بذلك المناخ الفكري الثري والمتنوع تأثرت لبنان وأثرت في محيطها وعلاقاتها وسهولة تواصلها مع الدول الأخرى اكتسبت الحب والسمعة الساحرة.

الحرب الأهلية أدت إلى تحول كبير في التوجه السياحي إلى أوروبا خاصة للسياح من دول الخليج والعراق.. وبصفتها مجاورة لفلسطين المحتلة أصبحت مركزًا ومتنفسًا للحركات الثورية والقومية في العالم العربي بزخم النشر والصرخات الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط.

بعد اتفاق الطائف الذي بموجبه تم إيقاف نزيف الحرب الأهلية وعودة لبنان لوضعها الطبيعي بعد خمسة عشر عامًا من الحرب الأهلية.. اعتقدت السعودية الراعي لاتفاق الطائف أن الشعب اللبناني سينتقل من دوامة الحرب الأهلية ومآسيها الى التوافق والأمن والاستقرار ولكن اختراق الخميني بدعم شيعة لبنان وتكوين حزب الله الذي نما لدرجة أصبح دويلة داخل الدولة شكل معضلة للأمن في لبنان والعالم العربي بصفته ذراع إيران المتحركة بحجة الدفاع عن لبنان من إسرائيل ومن بعد تحول لبؤرة ارهاب وتدخلات في دول الخليج العربي وبصوت عالٍ لصالح إيران وسياستها العدوانية ضد دول الجوار خاصة بعد القضاء على نظام صدام حسين والتدخل العميق في شؤون العراق وسوريا واليمن والتأثير السلبي والخطير من قبل حزب الله لم يقتصر على لبنان بل أصبح المتحدث الرسمي باسم إيران في المنطقة يحيك المؤامرات والعمليات الإرهابية ضد العراق وسوريا والكويت والسعودية والبحرين واليمن ونتج عن كل ذلك تأزم علاقات لبنان وتدهور اقتصادها حتى وصل الحال إلى حدوث كارثة تفجير مرفأ بيروت الذي أدخل لبنان في أزمة غير مسبوقة وخرج الشعب اللبناني مطالبًا باستقالة الحكومة وإبعاد كل الطبقة السياسية التي جرت لبنان إلى وضعه الحالي.

إفلاس وسوء خدمات وبطالة وأزمة اقتصادية غير مسبوقة.. كل ذلك بسبب السياسات الخاطئة التي يسيطر عليها الأمين العالم لحزب الله الموالي لإيران ولسان حال الشارع اللبناني يطالب باستقالة الحكومة فورًا ونزع سلاح حزب الله وترميم العلاقات مع الدول التي كانت على الدوام أكبر داعم للشعب اللبناني.. والسؤال هنا هل يصمد الشارع اللبناني ويتخلص من النفوذ الإيراني وتعود لبنان إلى مكانها الطبيعية في العالم العربي وإلا تظل مختطفة من قبل إيران؟

ردود الفعل بعد تفجير مرفأ بيروت تثبت أن دول الخليج وكل الشعوب العربية متضامنة وداعمة للشعب اللبناني ولكن سياسة حزب الله أفسدت لبنان وشوهت علاقاته مع عمقها العربي والعالمي.

أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط بعد زيارة قصيرة للبنان لتفقد آثار انفجار مرفأ بيروت أعرب عن تضامن الدول العربية مع الشعب اللبناني وأكد أن مشكلات لبنان صعبة ومعقدة دون أن يذكر المتسبب في ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store