Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

سعيد مكاوي.. وداعاً أيها الوجه المضيء

A A
رحم الله الرجل الفاضل السيد سعيد مكاوي وأسكنه جنات الخلد، نستودعك رحمة المولى عز وجل.

أقف أمام رهبة الموت، إنها الحقيقة الصادقة، والنهاية لكل حي. فعجيب أمر هذه الحياة الفانية من نحبهم ونقدرهم نحثو بأيدينا التراب عليهم ولكنها سنة الحياة.. وداعاً أيها الرجل المشرق والوجه المضيء.

من الصعب جداً أن تكتب عن شخص تحبه وتحترمه وتكنُّ له كل الود، إنسان يفرض حبه على الجميع، قصة تطول تفاصيلها وذكرى من ماضٍ جميل أستعيد كثيراً من ذكرياتها وأمامي كثير من الكلمات التي تعجز عن وصف هذا الرجل النبيل..

طبت حياً وميتاً، عُرضت عليك الأمانة وكنت مخلصاً ومسؤولاً، كأنني أسترجع ذلك الزمن وتلك الأيام الجميلة ووجهك البشوش ونحن نأتيك إبان دراستنا بجامعة أم القرى وكنت أميناً لصندوقها سنوات طويلة لاتخطئك العين مع أصدقائك وأحبابك في حلقات العلم ومجالس العلماء التي كانت تعقد في منبع الرسالات السماوية ومهبط الوحي مكة المكرمة، يغبطك الكل على تعاملك ومحبتك، ومن حق الكتابة أن تقول: بأن النفس كانت ترتاح لك.. نعم، يعيش في هذه الدنيا أناس يكرسون حياتهم بأخلاقهم لمن حولهم، لا تملك إلا أن تحبهم وتحترمهم وتسمع لهم، وفقيدنا كان واحداً من هؤلاء، حميد السجايا كريم الخصال.

أتجاذب أطراف الحديث مع رفيق الدرب والدراسة المهذب الأستاذ سامي أبوجمال، يقول: كان العم سعيد وديعاً خلوقاً رقيقاً من وفائه وفي مرضه يأتي ليحضر عزاء أو يؤدي واجباً، لا تسمع منه كلمة سوء، أقول: عايشناهم واقتربنا منهم وتعلمنا من سلوكهم .. نعم في ذلك البلد الأمين الذي يعتبر قطعة من الأرض وهي للسماء أقرب.. هنا في مكة التي ملكت القلوب وسلبت الأفئدة إجلالاً ومهابة وتبدأ الذاكرة تستمطر الذكريات والصور والحكايات والأحاديث الطيبة وكأنني أرى العم سعيد والعم عبدالرحيم بسيوني ورفيقهم الأنيق مصطفى باخذلق رفقة الحب والود، وكثيراً من أولئك الرجال الذين فقدناهم.

كتب الأستاذ القدير عبدالله أبكر مقالاً بديعاً حمل عنواناً أنيقاً: «سيدي سعيد من باب السلام إلى دار السلام».. ما أجملك ياعبدالله تفرحنا دائماً قدرتك الأدبية لتصوير الأماكن، كثير من السنوات مرت ياعبدالله وأولئك القوم في مساحة مضيئة من الذاكرة بسلوكهم وأخلاقهم، كم ضمت تلك المجالس الوجوه التي يكسوها الحب والنقاء، لقد أثَرْتَ الشجونَ في مقالك ياعبدالله بأسماء الأحباب، رحم الله من توفي وأطال المولى عمر الأحياء ومتَّعهم بالصحة والعافية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store