Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

"كينونة" تعيد ممثلًا بعد غياب 15 عامًا.. واعتراضات على العنوان والنص

"كينونة" تعيد ممثلًا بعد غياب 15 عامًا.. واعتراضات على العنوان والنص

في انطلاقة ملتقى المسرح الأول بأدبي الباحة

A A
عرضت مسرحية «كينونة»، والتي اتخذت من أحد كهوف منطقة الباحة موقعًا لتصويرها، في إنطلاقة ملتقى المسرح الأول الذي ينظمه النادي الأدبي بالباحة، الأحد الماضي، وجاءت المسرحية في نحو ١٧ دقيقة حملت في طياتها المسرح التاريخي من خلال استدراج بعض القصص الإنسانية المتعالقة بشكل آو بآخر، مع حكايا أمم سابقة بدأت بغواية التفاحة، وخطيئة القتل الأول في أول الخلق، مرورًا بطوفان نوح ونار إبراهيم وغرق فرعون، وانتهاء بالخروج من هذه الدوامة إلى مسرح الطبيعة.

وضمن فعاليات الملتقى أقيمت عدة جلسات، كانت الأولى بإدارة الكاتب المسرحي ناصر العُمري، والذي أوضح أن المسرح هو ذلك الفضاء الذي حرّض عشاقه على الانخراط في لعبة المسرح والمشاغبة لتجريب خيارتهم الفنية، واختباراتهم المسرحية ثم الزج بها في مختبر التجريب ومعمل الفنون، وأن الكهوف في منطقة الباحة مكان ساحر ويعتبر المدونة الإنسانية الأولى لعمر طويل كشاهد على الزمن. واعتبر العُمري أن مسرح الطبيعة نظام شبه معرفي، ممتد وطويل وتأويلي، وهو طقس تخيلي، وأسطورة ميثيولوجيا وعوالم من الدهشة.

عنوان غير موفق

وانتقد الكاتب والمخرج المسرحي سامي الزهراني عنوان المسرحية الذي أشار فيه إلى أن القائمين على العمل لم يوفقوا فيه، وتمنى الزهراني لو كان العنوان أكثر غموضًا ليدخل عامل التشويق وشغف الاكتشاف للأحداث لدى المتلقي.

من جانبها، رأت القاصة حضية خافي، التي اختلفت في فكرة الدخول لبداية العرض، أن القائمين على العمل لم يوفقوا في ملاءمة الزي مع الحقبة الزمنية، رافضة وجود (القدر) مع نومة البطل الطويلة جدًا وتفاوت الزمن العابر، مختتمةً تعليقها بأنها تتوقع لو ُطورت وُأضيفت تعديلات أكثر على النص وموقع التصوير لكان العمل مميزًا جدًا. وتقاطع معهما المؤلف والمخرج المسرحي المغربي المختار العسري، الذي قال: إن ما شاهده هو تأطير للواقع الذي نعيشه في ظل جائحة كورونا وإلا كان من المفترض أن يكون الحضور أمام هذا الكهف ليتم اللقاء بين الممثل والجمهور لتكتمل عناصر العرض المسرحي.

«صورة الشيطان»

اختتمت الجلسة بورقة نقدية للكاتب علي السعلي بعنوان: «صورة الشيطان عند ملتون وطه حسين والغامدي»، ذكر فيها أن جون ملتون حينما كتب في كتابه الملحمي الفردوس المفقود وكذلك طه حسين في كتابه الشهير على هامش السيرة صورة الشيطان، وكيف أنه عند ملتون أغوى آدم وقصة التفاحة، وكذلك عند طه حسين في هبوط آدم وحواء إلى الأرض، تتكرر بشكل مكثف عند عبدالقادر الغامدي في نص كينونة اتضحت مهمة هذا الشيطان عنده في فرعون وغرقه، في حادثة هابيل وقابيل وقصة الأخدود، وهو ما عزّز هذا النص أن يحتفل شاعرية في حوار هذا الشاهد على الزمن. وانتقد السعلي مخرج نص كينونة مطالبًا إياه بإحداث مفارقة الزمن بين جيلين عصر حجر وعام ٢٠٢٠، وما فيها من أحداث، كما تمنى أن يتعامل الممثل مع الكهف من أدواته كالتقاط المشط والمرايا، وهكذا أحداث المفارقة يعزّز من قوة الحدث وبنائه، ولكن نجحت تجربة مسرح الكهوف في نص كينونة.

بطل العرض: لم أكن أرغب في التمثيل!

بدوره، علّق كاتب وممثل العمل عبدالقادر سفر عن النص أنه ولد كفكرة في ليلة صيفية الملامح من قبل المؤلف المسرحي ناصر العُمري، وهو ما تعارف عليه مصطلح «مسرح الكهوف»، وبصدق لم أكن أرغب في التمثيل نظرًا لانقطاعي عن التمثيل لأكثر من 15عامًا، وكان من المفترض أن يكون العمل مباشرًا وحيًا للجمهور الذي كنا نتمنى حضوره في مسرح الحدث، أحد كهوف جبل شدا الأعلى بمنطقة الباحة الساحرة، ولكن بسبب ظروف هذه الجائحة أضطررنا لنكون في أشبه ما يكون بالمسرح الافتراضي الذي يخلو من متابعة الجمهور مباشرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store