Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

رحم الله الشيخ الأغا أحمد ميسيبوا

A A
أغوات الحرمين الشريفين.. تفتحت أعيننا منذ الطفولة على وجودهم وهم الآن في طريقهم للانقراض، وسمعنا عن قصص من تسبب في تغوينهم -إن صح التعبير- ومن وهبهم لخدمة الحرمين الشريفين وما حصل لهم سواء من الإيطاليين أو من أهليهم فيه خير كبير لهم في دنياهم وآخرتهم، فقد زهدوهم في الدنيا ولذة عيشهم المادية، فكانت لذتهم روحانية أكثر منها مادية لأنهم تشرفوا من صغرهم بخدمة الحرمين الشريفين فجاور منهم الحبيب صلى الله عليه وسلم طوال عمرهم ومنهم الأغا الشيخ أحمد ميسيبوا -رحمه الله تعالى- الذي دفن يوم الجمعة الماضي في بقيع الغرقد فاللهم كما كان بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم حيًا فجاوره بالمجتبى صلى الله عليه وسلم ميتًا ومبعوثًا ونحن في معيتهم يا الله.

تصوروا رجل يقضي ساعات يومه ودقائقها -إلا اذا ما دعته حاجة للخروج- بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فاذا كان الوقوف والسلام في ذلك المكان الشريف للحظات شرف عظيم فأي شرف ناله هؤلاء طيلة عمرهم؟!

سكنى المدينة المنورة طيبة طابة تعمك البركة فيها ضعفي بركة مكة المكرمة فما بالنا بشبه السكنى في الحرم النبوي وفروضك الخمسة تصليها فيه وتخدم المسجد الشريف بل الحجرة النبوية المشرفة فإذا كانت خدمة المساجد وتنظيفها مهر الحور العين فما قولنا بخدمة المسجد النبوي وشرف خدمة الحجرة النبوية الشريفة؟.

يقودني إيماني أن ما فقدوه من متعة الدنيا بالارتباط بالنساء والحرمان من البنون زينة الحياة الدنيا فهم معوضين عنه بمتع لا حصر لها في الجنان جنان الخلد التي متعها لا تزول ولا تحول، هؤلاء لم يندبوا حظهم في الدنيا على ما فقدوا بل كان دافع لهم للتمتع روحانيًا في أطهر البقاع، هنيئًا لهم ورحم الله ميتهم وبارك في حيهم وأحسن ختامنا وختامهم بعد عمر في طاعة الرحمن.

** رسالة:

الحياة قصيرة وإن طالت، ومتعها زائلة وإن كثرت، ولا يتقدمك الى الآخرة إلا عملك، وقد تظن فيما ما فقدت من متع الدنيا إنه شر لك فقد يكون فيه كل الخير، هؤلاء الأغوات قدوة فان كان تذكرك الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه فيه خير كبير يعلم به الله عز في علاه فما بالك بمن كان بجواره ليل نهار من المؤكد بأمر الله أن ألسنتهم تلهج بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ولا تتوقف.. اللهم أجعلهم في عليين بجوار من قضوا حياتهم، بجواره صلى الله عليه وسلم ونحن في معيتهم.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store