Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أنا كوفيد التاسع عشر هازم الجميع في معركة العصر!

A A
الفرق بين كوفيد 19 وبين نيرون أو موسوليني، أو أي طاغية في تاريخ العالم أن الأول يواصل مهمته في الفتك بالبشر دون أن يتكلم!، الفرق بينه وبينهم أن طغاة البشر كانوا من لطف الله بالبشرية طغاة محليين! فنيرون في روما وموسوليني في إيطاليا وبوسكا في بقعة من أفريقيا، وهوشي منه في بقعة من آسيا وهكذا!

ويقيناً لو تكلم كوفيد 19 لفضح العالم المتحضر أو الذي يزعم التحضر والوصول الى الكمال بأكثر مما هو مكشوف!

لو نطق كوفيد 19 لقال أنا مكمم فرنسا بلد الحريات، وهازم ألمانيا بلد الاكتشافات! أنا الذي كمنت في الصين وللصين حتى أربكتها ومازلت، ومثخن جراح روسيا بجبروتها ومازلت، وأنا مهدد عرش ترمب نفسه، والوحيد الذي يمكن أن يقصيه عن الكرسي وليس بايدن وحزبه!.

أنا كوفيد 19 الذي أعييت الجميع.. من معهم مال للاختراعات والاكتشافات، ومن ليس معهم!، وأنا الذي أخرجت كل مساوئ النظم الصحية والاقتصادية والاجتماعية، والسياسية أيضاً!

أنا كوفيد 19 الذي لم تعجبني همجيتكم ولهاثكم وتدافعكم على الحياة دون اصلاح ففرضت عليكم التباعد الاجتماعي، وانا الذي لم تعجبني ثرثرتكم بمناسبة ودون مناسبة، وخوضكم في كل شيء، ففرضت عليكم الكمامة!.

أنا كوفيد 19 لم أحرق روما، لكنني كويت إيطاليا كلها، ولم أكن نازياً لكنني أقمت محارق أكثر من أن تعد، ولم آكل لحوم الأطفال في افريقيا، لكنني حصدت آباءهم وأمهاتهم، ولم أعلن الفاشية، لكنني أستطيع!

أنا أكثر طغياناً من كاليغولا الذي لم يكن يرتاح إلا بين الموتى، ومن هرتزل الذي لم يكن يستريح إلا بحرق كل آثار التاريخ!

أعرف أنكم تحققون ما تعتبرونه انتصارات حربية، وما تظنونها اكتشافات علمية، وقفزات اقتصادية، ونهضات ثقافية.. كل ذلك صحيح لكنكم حتى الآن فشلتم في القضاء على فيروسي الذي سئمت منه! نعم.. أنا أيها العالم المتصارع على كل شيء وفي كل شيء، لا أريد للبشرية الفناء.. أنتم الذين تريدون.. هل فهمتم! اجتمعوا وحاصروني بأفكاركم ومعاملكم وقدراتكم، وعندها فقط سأعلن الاستسلام!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store