Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

قمة الأداء وصناعة التميز

A A
في بداية كل عام هجري أو ميلادي يكثر الحديث عن الخطة الشخصية وكتابة الأهداف ومؤشرات الأداء ويتبادر للذهن هل قمنا بمراجعة الخطط السابقة وماذا حققنا منها وماذا تعثر علينا تنفيذه وحللنا الأسباب وقمنا بمعالجتها أم اقتصر دورنا على كتابة الخطط فقط دون وعي بأهمية متابعة تنفيذها والبحث عن طرق أخرى بديلة للاستمرارية في تحقيقها كما خططنا لها.

خبرتي في مجال التخطيط ومؤشرات الأداء تجعلني أتحدث عن واقع نعيشه وليس كلاماً يسطر، تكمن مشكلتنا الشخصية والمؤسسية في متابعة التنفيذ والبحث عن الخطط البديلة والالتزام بما خططنا له.

التميز في الأداء الشخصي ينبع من الشخص نفسه ومعرفته للغاية والهدف من وجوده في هذه الحياة ابتداءً ومدى تمسكه بقيم النزاهة والاستقامة والثقة في نفسه وفي الآخرين والعزيمة والإرادة القوية والإبداع الذي يحافظ على التماسك ويحفز على التقدم نحو الهدف المنشود.

ان اختيار القمة في الأداء يتطلب جهداً مضاعفاً وعدم اهدار الوقت في اختيار أفضل الطرق لتحقيق الهدف والبحث عن الاختيارات الصحيحة، من يحققون قمة الأداء يعلمون أنهم مطالبون بالإبداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق ويتخلصون من الأفكار التقليدية لأننا في زمن التحديات والتنافس فيه قوي جداً بين الأمم والبقاء والتميز هو من نصيب الحالمين المحلقين في فضاء الأفكار الخلاقة المبدعة.

القيادة الحكيمة للنفس البشرية على المستوى الشخصي والمجتمعي تتطلب معايير فائقة الجودة وهي فن فريد من نوعه يجعل النفس تفعل ماتريد من إنجازات لأنها تريد ذلك بحكمة واقتدار وإيمان عميق.

عندما نكتب على الورق أهدافنا نؤمن بأهمية تحقيقها لا تخطيط بدون كتابة علمية موثقة وإن كان التخطيط للعمل فلابد من أخذ رأي الفريق لتكون أهدافنا مشتركة نعمل سوياً لتحقيقها لمزيد من النجاحات التي تسطر باسم المؤسسة ومن ثم باسم الوطن الكبير ، نتعاون ونتشارك لنكسب الوقت ونتعرف معاً على نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا ونستثمر كل مواردنا ونطور مواهبنا ونوظف طاقاتنا للمصلحة العامة وروح الفريق الواحد تجعل احتمالات التميز واردة وبقوة. لنبحث عن الخير ونتوقع الأفضل ونخلص ونؤدِ الأمانة التي انيطت في أعناقنا، ومن حقنا أن ننتقد أنفسنا إن قصرنا وتخاذلنا عن تحقيق بعض أهدافنا لنقوِّم الأداء نحو الأفضل فمسار التميز يحتاج للشفافية والمصداقية، انتقد الأداء وليس صاحبه.

من أبجديات الإدارة كما حددها بلانشارد والدكتور روبرت لوربر في كتاب مدير الدقيقة الواحدة: المحفزات هو ما يفعله المدير قبل الأداء، والسلوك هو الأداء ما يقوله شخص ما أو يفعله، والعواقب وهو مايفعله المدير بعد الأداء.

من أهم مظاهر تحفيز القوى العاملة يتعلق بالثناء والتقدير وهذا السبب في أن منهج أنا أحب العمل الذي أؤديه لأنه فعال للغاية في الإنتاجية والانتماء الوظيفي.

يمكننا تعلم فنون الامتنان بطرق عديدة، والتعبير عن الامتنان عالمي، البحث عن الخير في الآخرين منهجية القيادة المتطلعة في تميز الأداء وتذكر أن الفعل غالباً ما يسبق الشعور واغتنام الفرص لمشاركة المديح المستحق على المنجز المتحقق وتقديم المدح في العلن أما اللوم فيكون منفرداً..

إن أردت أن تخرج أفضل ما في إنسان، عليك أن تبحث عن أفضل مافيه... برنارد هالدين.

السعادة والفرح والامتنان من متطلبات الحياة السعيدة وجودة الحياة وهي من مبادرات ومستهدفات مشاريع رؤية الوطن 2030، فهل نعمل معاً من أجل جعلها واقعاً نعيشه؟. ما أجمل أن نقضي أيام حياتنا سعداء على المستوى الشخصي والمجتمعي والمؤسسي بتحقيق معادلات التوازن في الحياة في كل جوانبها، الشغف الحقيقي يتحقق بالتوازن في كل أمور الحياة والاستمتاع بمباهجها وفق منهجية ربانية وطموحات عالية وتنافس شريف بين الأقران والعدالة المستحقة في تولية الأمر لمن يستحق والاعتراف بقدرات المتميزين للقيام بدور مؤثر في المجتمع بكل أمانة ونزاهة فمن تسبب في هدر طاقة وطنية لأسباب شخصية سيحاسب عند الله حساباً عسيراً ولن يفلت من العقوبة. كلنا مؤتمنون على أنفسنا ومن نعولهم ومن نعمل معهم في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store