Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

من زمن «المخباة» إلى «التعليم عن بعد»..!!

A A
.. اليوم البداية الفعلية لعام دراسي جديد. عام استثنائي بكل ما يحيط به من تداعيات.

عام استثنائي أهم ما يمكن الوقوف فيه هو «التعليم عن بعد».

ولاشك بأنها تجربة فرضتها الظروف ولكني أجزم بأنها ستكون لنا لا علينا، بحسابات المستقبل حتى وإن اعتراها بعض القصور..!!

*****

.. لقد دفعتنا كورونا دفعاً إلى العوالم الافتراضية، وأثبتت لنا أن المستقبل ليس هذا الذي نسير إليه خطوة خطوة وإنما هو ذلك الذي نقفز إليه قفزاً...!!

*****

.. وكثيراً ما نبه الخبراء العالميون بأن المستقبل سيكون شيئاً مختلفاً تماماً عما نعيشه اليوم.

سيكون التعليم مختلفاً، والتوظيف مختلفاً، وأساليب الحياة مختلفة.

وأن هناك أشياء كثيرة في روتينيات أعمالنا ستصبح خارج السرب «ما لها لزمه».

وكنا نسمع كثيراً ولكننا لا نعقل إلا قليلاً، أحياناً بشئ من التصديق وأحياناً أخرى بأشياء من التعجب أو اعتقاد «الخرافة»...!!

*****

.. وكنا نسير نحو ذلك المستقبل نتوكَّأ على عصانا، ونتنفس طويلاً الصعداء ظناً منا بأن ذلك المستقبل بكل تحوُّلاته المهولة سيكون بانتظارنا عند بوابات مدائن الضحى حتى نصل إليه بسلام آمنين...!!

*****

.. فجأة جاءت كورونا وزخت بنا من قفانا في أتون مجاهيل طلائع هذا المستقبل.

ووجدنا أنفسنا أمام «تطبيقات» وعوالم افتراضية غيَّرت واختزلت الكثير من مفاصل معائشنا وأعمالنا.

فليس شرطاً أن تكون الوظيفة على كرسي ومكتب.

وليس شرطاً أن يكون التعليم داخل فصل دراسي.

وليس شرطاً أن تكون الاجتماعات على طاولات مستديرة.

أشياء كثيرة تغيرت مفاهيمها وأدواتها وأساليبها وأماكنها بفعل هذا «الافتراضي»..!!

*****

.. إن هذا التحول المثير الذي أوقعتنا فيه مشكورة كورونا، يجعلنا نتنبه باكراً إلى ضرورة إعادة صياغة حياتنا لنواجه التحول بثبات، فالمستقبل الافتراضي لن يكون مجرد خيار لنا بقدر ما هو حقيقة يجب أن نعيشها ونتعايش معها...!!

*****

.. يؤكد الخبراء أن الثورة التكنولوجية والمنصات الرقمية ونظم المعلومات والحوسبة والتشغيل الذاتي والذكاء الاصطناعي، ستكون عوامل مؤثرة وبشكل كبير في اختفاء وظائف تقليدية وظهور وظائف أخرى جديدة.

فهل ستختفي بعض واجهات المدارس وبعض التخصصات والإدارات والمكاتب الفارهة والكراسي الوثيرة؟.

هذه ليست طلاسم ولكن ربما ملامح، وعليكم أن تتأملوا بعض ما يحدث الآن...!!

*****

.. وعلمياً.. فإن هناك دائماً «نزوعاً» إلى التحول، ويؤكد العلماء بأن «المتخيل» في الفضاء الكوني ليس له حدود ولا أبعاد..!!

****

.. قبل ستين عاماً، كان يحمل «المخباة» -حقيبة قماش- تتدلى على صدره، بداخلها كسرة خبز الدخن وجزء عمَّ.

يعبر جدران الطين، يفترش الخصف، يتلقى الضربة الأولى كي يقرأ بصوت مرتفع «درس.. زرع».

.. بعد ستين عاماً، غادر جدران الطين والحصير والمخباة.

تناول الآيباد، دخل تطبيق الزوم، فتح الرابط، وراح يتابع تعليمه عن بعد...!!.

*****

.. في المسافة ما بين الأمس واليوم فوارق مذهلة قد لا تصدقها «المخباة»، ولا ينكرها «الزوم».

ولعلها ذات الفوارق المتشابهة التي قد تتشكل ما بين اليوم والغد...!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store