Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الآن في لبنان شرب الشاى «فجعنة» والتهام السمك «طفاسة»!

اضاءة

A A
سواء تضمنت الأشياء التي وزعتها الرئاسة اللبنانية على لواء الحرس الجمهوري كميات من الأسماك، أو اقتصرت على الشاي، لم يكن من اللائق أبدًا، توزيعها في مثل هاتيك الظروف! صحيح أن أفراد الحرس هم من أبناء الشعب، وقد تكون منازلهم تضررت، لكن أن توزع الرئاسة على الحرس شايا وسمكا، ارسلته الدول الصديقة لمساعدة الشعب، فهذه «طفاسة» ليس وقتها أبدا!

وقد يقول قائل: إن منظمة الصحة العالمية، إن تحركت بالفعل، وأرسلت أدوية ولقاحات وعلاجات للفيروس، فهذا يعني احتمالية أن تتسلمها وزارة الصحة، وتمنح منها أولا لمنسوبيها، قبل أن توزع الباقي على الشعب!

والذي حدث أن سيرلانكا أعلنت أنها قدمت 1675 كيلوغراماً من الشاي السيلاني لصالح المتضررين من الانفجار، وبعدها أعلن موقع الرئاسة توزيع الشاي على عائلات أفراد لواء الحرس، ومن ثم توسع الحديث عن الفساد الضارب بجذروره في لبنان و»شالها»: الحرس.

لقد فتح كوب الشاي الأبواق التي كانت مغلقة للتحدث عن الفساد، فهذا سيتحدث عن كميات البن التي قدمتها البرازيل وشربها الحرس! وهناك من سيتحدث عن هدايا فرنسا من «الكرواسون»، ومنح الخليج، من الألبان!

هذا عن الافطار، أو «الترويقة»، أما عن وجبة الغذاء، فيقينًا سيتحدث البعض عن «المكرونة» التي أتت من إيطاليا، وعن الأرز القادم من المكسيك، وعن اللحوم الواردة من استراليا، وهكذا!

أما عن كميات السمك الواردة من موريتانيا، فان أحدًا لا يمكن أن يجزم بأنها احتوت على جمبري تم تسليمه للحرس، وهامور تم توزيعه على فئات أخرى! ومالم يصدر توضيح من نواكشوط عن حقيقة الأمر، وما اذا كانت قد أرسلت بالفعل أم لم ترسل، فستظل الساحة تموج بالاشاعات، وسيكثر الصيد في الماء العكر وغير العكر!

وفي العشاء سيتناول الشعب الشاي الذي اشتراه بالفعل، ويتفرغ للحديث عن هذه الجهة التي حصلت على الزجاج والألوميتال، والسلاسل وتصبح الفضيحة بجلاجل، مثلما حدث في أكثر من دولة أيام الزلازل!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store