Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

دعونا «نتنفس» جازان

A A
قادتنا خُطانا إلى جنوب السعودية مدينة جازان، حيث تلك التضاريس الجغرافية المدهشة التي تجمع بين السواحل والجبال الساحرة في مناظر فريدة من نوعها، ثم يحيط طوق الفل والريحان بمزارعها، وتكسوها شمس النهار جمالا على جمالها، دهشة تحتل القلوب بفلها الأبيض الذى يجسد الفرح، فتبدو لك دائمًا كمدينة سعيدة خالية من الأحزان، لها بهجة خاصة، ترن آلاف الضحكات على الحيطان..

خرجنا من دهشة ما رأينا ليلتقينا مرشد السياحة الفتى الجيزاني محمد مدخلي، بابتسامة هادئة، شاب فاخر الهيئة، ثابت الجنان والنظرات، نحيف كصارية سفينة، شاب يملك روحاً كعقود الفل الآسر، يسرد حكاية «الأجداد» فنتذوق من خلاله طعم ذلك التاريخ العريق الذي ينسدل علينا في كل كلمة يتحدث بها، حتى صمته عندما يستمع إلى مداخلاتنا واستكشاف دهشتنا بدا راقيًا وواثقا.

ظل محمد، يتحدث بسعادة مطلقة وفرح كامل عن أحياء جازان والمناطق المحيطة بها، يقول بدأنا نعزف مواويل البهجة والفرح منذ بدء برنامج "موسم صيف السعودية تنفس" عندما تزين وجه ساحلنا وجبلها، وازدهر كل ما فيها من جميل وعريق ومبهج، وزارنا من كل صوب أهل المواهب والعقول النيرة.

رحلات صباحية نتنقل بين جبالها بلهفة وإعجاب، ففي كل جزء منها يأخذنا التأمل إلى متعة من طراز خاص، الروح تهم بالوثوب خارج الزمن.. لتسكن مكانًا نقيًا يخترع زمنه، ثم تهبط فجأة وبغزارة تثير الدهشة والعجب، فللمكان رائحة زهورعكاوه، قد تعيدك أحياناً إلى أزمان مختلفة، تتخدر أوصالنا ونحن نستمع لسكان جبالها في نشر الثقافة والتاريخ بأنواعه، يعم الخدر في الأبدان، فنتحول من غيمات متفرقة إلى غيمة واحدة، كانت الأنغام الجيزانية تحلق بأرواحنا ثم فجأة يحلق الطائر الحزين الذي هجر بستانه وحط بالقرب منا، فنكاد نتشبّه به!.

كنا نتبع مرشدنا في الجولة التعريفية، دونما وعي كالسراب نلاحقه، هكذا مرت أيام جازان الثلاثة بدعوة من "وزارة السياحة السعودية"، كرمشة جفن، وفي كل خطوة، كنا نخطوها، كنا نتساءل هل ستضاف خدمات عامة في المناطق السياحية الجازانية؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store