Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

لماذا الإصرار على صناعة الأعذار؟

الحبر الأصفر

A A
لو كنت مسؤولاً عن قواميس اللغة العربية لحذفت كلمة «عذر» من القاموس، لأن هذه الكلمة لا تكتفي بأنها تغطي التقصير للعاجزين والكسالى، بل هي تعميهم وتبرر لهم عجزهم وتقصيرهم وأخطاءهم. لقد كتب شيخنا براين تريسي في كتابه «سيطر على وقتك تسيطر على حياتك»، واصفاً المشكلة بكل دقة ومهارة حيث يقول: «الكثير من الناس يختلقون أعذاراً متقنة لتبرير وشرح السبب وراء عدم تحقيقهم للأشياء التي يريدونها حقاً في الحياة، ومن ثم يعجبون بأعذارهم، بصرف النظر عن الصعوبة أو المشكلة التي يواجهونها في تحقيق أهدافهم العملية والشخصية، فهم يقدمون سلسلة متصلة من الأعذار لإعفاء أنفسهم من اتخاذ إجراءات فعالة.

.عندما توجه لنفسك هذا السؤال: لماذا لم أبلغ هدفي حتى الآن؟، ستقفز أمامك أعذارك التي اخترعتها، وسيخطر لك فوراً جميع الأعذار التي استخدمتها لإنجاز أقل مما تريده حقاً.

لماذا لا تتقاضى حتى الآن ضعف ما تكسبه من دخل؟، قد يكون السبب الحقيقي هو أن قدرتك على تحقيق النتائج التي يدفع الناس مقابلاً لها ليست عالية بما يكفي.

لماذا لم تصل حتى الآن إلى وزنك المثالي؟، ذلك يحدث غالباً لأنك تأكل كميات ضخمة من الطعام بينما لا تمارس نشاطاً يذكر.

متی تعللت بعذر، وقمت بتكراره وتعللت به أمام نفسك والآخرين، فإنك تعطل قدرتك على حل المشكلات. يندرج ذلك تحت مسمى»العجزالمكتسب».

حسناً ماذا بقي:

بقي القول : أيها الناس هناك من يحارب المخدرات وله الحق في ذلك، وهناك من يحذر من إضاعة الوقت وله الحق في ذلك، وهناك من يحذر من الأطعمة الضارة وله الحق في ذلك، أما أنا فأحذر من «اختلاق الأعذار» لأن الإنسان إذا طاح وأدمن على هذه العادة فسيبرمج عقله عليها، وتصبح كل طاقته العقلية مسخرة ليس للعمل بل للبحث عن الأعذار والمبررات التي جعلته لا ينجز العمل المطلوب منه.

و أخيراً.. يجب أن نعلم أن الإنسان إذا قصَّر في أعماله فإنه سيجد الأعذار بسهولة، ولكن السؤال الكبير هل هذه الأعذار والمبررات مقبولة أم لا، خاصةً وأن مارك توين يقول: «لكل تقصير ألف عذر، ولكن ليس منها عذر مقبول».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store