Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

في ذكرى اليوم الوطني: المملكة قائدة العمل العربي والإسلامي المشترك

A A
نعيش هذه الأيام فرحة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني التسعين لمملكتنا الحبيبة.

وخلال تحضيري لدرجة الدكتوراة في أمريكا مطلع الثمانينيات الميلادية، أذكر أني شاهدت لقاء تلفزيونياً مع مسؤول أمريكي كبير تحدث فيه عن زعامات العالم في ذلك الوقت، فذكر أن هناك ثلاث زعامات وليس زعامتين كما هو سائد، إذ تعتبر أمريكا زعيمة العالم الحر، والاتحاد السوفييتي -وقتها- زعيم العالم الاشتراكي، والمملكة العربية السعودية زعيمة العالم الإسلامي. وكانت تلكم رؤية ثاقبة توثقت صحتها خلال العقود الثلاثة التي تلت تلك المقولة وصولاً إلى عام 2020 م. ومن ينظر اليوم إلى زعامة العالم الغربي أو الحر كما يسمى، والعالم الاشتراكي ويسمى المعسكر الشرقي أيضاً يرَ اختلافاً كثيراً، فلم تعد أمريكا بعد هذه العقود الثلاثة وخلالها زعيمة العالم الحر على الإطلاق، وتمردت عليها دول أوروبا قاطبة، والشيء نفسه حدث في دول الكومنولث كما تُسمى: كندا وأستراليا ونيوزيلندة وسواها، وأصبح كل منهم في وادٍ، بل أن دول أوروبا باتت تحارب (الأمركة) بكل ما يسعها من قوة، وكل ذلك أدى إلى تقليص نفوذ أمريكا في الغرب والعالم بشكل عام. وما حدث لأمريكا حلَّ بالاتحاد السوفييتي المنحل ووريثته روسيا التي ما عادت تملك أي نفوذ على الجمهوريات السوفييتية السابقة التي استقلت عنها بعد سقوط السوفييت، ولم تكن لها ولن تكون لها دالة على الصين الشيوعية التي أصبحت خلال عقود ثلاثة قوة ضاربة اقتصادياً وسياسياً بل وعسكرياً ويفوق حجمها حجم روسيا الحالية مئات المرات. إلى جانب الدولة المتمردة في العالم كوريا الشمالية التي لم تخضع يوماً للروس أو غيرهم. وكوبا كذلك، رغم أنها لا تمثل ثقلاً يمكن التعويل عليه. وفي ظل تقلص نفوذ المعسكرين الشرقي والغربي في مناطق نفوذهما، اتجها إلى مناطق أخرى ذات أهمية إستراتيجية ليجد كل منهما موطئ قدم، خصوصاً في المياه الدافئة فاحتلت أمريكا العراق عام 2003 م واحتلت روسيا سوريا عام 2014 م، وكلا الاحتلالين كان بحجة واهية تتصل بأسلحة الدمار الشامل أو محاربة الإرهاب. وفشل الاحتلال الأمريكي للعراق وتحول الى احتلال إيراني وكذلك الأمر تماماً في سوريا التي أصبحت محافظة إيرانية. وعليه فإن زعامتي الشرق والغرب أصبحتا في مهب الريح.

أما الزعامة الوحيدة الحقيقية الباقية إلى يوم الدين إن شاء الله فهي زعامة المملكة للعالمين العربي والإسلامي، وهي زعامة لم تُفرض بقوة السلاح، والاحتلال والترهيب ولكنها اكتُسبت اكتساباً من الشعوب العربية والإسلامية حتى قادت المملكة العمل العربي والإسلامي المشترك خلال عقود. وهي حقيقة لم يلتفت لها المعسكران الشرقي والغربي وما زالا عند ظنهما القديم بأن الزعامة تفرض بالقوة والاحتلال.

إن زعامة المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي التي تزداد قوة مع الأيام دفعت المعسكرين الغربي والشرقي للتحالف معها واعتبارها الشريك الأول في العالم كله الذي يُرجع إليه في كل القضايا العالمية الشائكة، وهي زعامة مكتسبة -كما أسلفت- قائمة على الاحترام والتقدير لدور المملكة الإيجابي في القضايا العالمية كافة، وقد عزز ذلك قيادة المملكة للعمل الإسلامي والعربي المشترك على الأصعدة كافة، هذه القيادة المنبثقة من حكمة ورويِّة كل الملوك الذين ساروا جميعاً على نهج الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.

هذا النهج القويم الذي أثمر عن ازدهار وتقدُّم ورقي خلال تسعين عاماً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store