لاشك أن ما تتعرض له المنطقة العربية من عدوان على دولها في هذا الزمان جائر جدًا، رغم ما يشيع أن العدوان على الدول من خارجها أصبح نادرًا فنحن كما يزعم في زمن حرية الشعوب، وهو حينما يحدث يزعمون أن العالم لا يرضى به خاصة العالم الديمقراطي، الذي وللأسف في كثير من الأحيان مشارك أساسي في العدوان على دولنا، فعليًا من الناحية العسكرية، ومن نواح أخرى عديدة ومتنوعة، حتى اننا إذا تلفتنا من أين يأتي العدوان على دولنا، لوجدنا أن الغرب هو أول المساهمين في هذا العدوان، وهذه الدول تفرض العقوبات إذا شاءت وتتخذ من الإجراءات الظالمة على دولنا ما تشاء، وأقل الحجج أن دولنا غير ديمقراطية وتفرط كما زعم الغرب في المبادئ الديمقراطية ولو كانت هذه المبادئ أسباب أساسية للظلم، ولا تجد الدول الغربية حرجًا في محاسبة دولنا على تطبيقها قوانين مصدرها تشريع إلهي كالقصاص، وحد الزنا ومحاسبة السارق رغم أن العقوبات الإسلامية لا يمكن تغييرها، ولكنهم يرون التشريعات الاسلامية ضد الديمقراطية ويطالبون بالتخلي عنها، بل والأسوأ من ذلك أن يحاول الغرب فرض الشذوذ الجنسي كاللواط والسحاق على مجتمعاتنا ويعاقبها إن لم تفعل باعتبار المثلية من حقوق الإنسان التي يراعيها، رغم أن بعض الدول لا تعترض على دول الغرب في إباحة اللواط والسحاق، وتشريع الزواج بين الرجال وبين النساء بحيث يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
