Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

البداية التفاؤلية للمدرسة الافتراضية

الحبر الأصفر

A A
لجائحة كورونا حسنات وإيجابيات قد تفوق السيئات والسلبيات، ولعل من أهم الحسنات أنها سرّعت وعجّلت من عملية التعليم عن بُعد، أو لنقل -بصيغة أخرى- إن جائحة كورونا نشرت بل وطّنت ما يُعرف بإنترنت الأشياء.

لقد زرتُ المدرسة الافتراضية في الأسبوع الماضي بدعوة كريمة من معالي وزير التعليم، ورأيتُ الحماس في وجوه أهل التعليم، فكتبتُ بعد الزيارة هذه الأبيات كتوثيق لمرحلة «التعليم عن بعد» أقول فيها:

أرَى التَّعليمَ يحظى بانتشارٍ

وقد ولّتْ عهودُ الانتظارِ

منصّاتُ العلومِ بكلِّ دارٍ

و«مدرستي» منصّةُ كلّ دارِ

غَدَا «التعليمُ عن بعدٍ» متاحاً

بحارتنا وفي كلِّ الحواري

وصارَ معلِّمُ الطلاَّب يشدو

بِشاشةِ حاسبٍ طولَ النهارِ

وفي القنواتِ «عَيْنٌ» ثمّ «عينٌ»

تعيدُ الدّرسَ دوماً باقتدارِ

وللتعليمِ في وطني حَكَايَا

سنرويها بِعزٍّ وافتخارِ

بعد هذا أقول: إنني قرأتُ في وجوه العاملين في التعليم بداية من الوزير ونهاية بأصغر موظف فوجدت على صفحات وجوههم حروف الحماس وكلمات الإخلاص ومفردات العزيمة وجُمل التفاؤل والانطلاق نحو المستقبل، مؤكدين أن هذه التجربة في أول مراحلها، وأنها تواجه بعض الصعوبات اليومية، لكن همم القائمين على التعليم لديها القدرة على تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات، وصولاً إلى إنجاح التجربة وإنضاج عملية التعليم عن بعد.

حسناً، ماذا بقي؟ بقي القول: يا قوم لسنا بصدد مقارنة التعليم عن بُعد بالتعليم الحضوري، لأن الكفّة تميل إلى الحضور والدرس المباشر، ولكننا في جائحة وفي ظرف استثنائي، ودائماً ما تأتي الحلول الاستثنائية لمعالجة الظروف الاستثنائية.

إن تجربة التعليم عن بُعد ليست خياراً من ضمن الخيارات، بل هي ضرورة أمْلَتْها الظروف والمعطيات، لذلك فلنتعاون جميعاً لإنجاح هذه المدرسة وليكن الأب شريكاً للمعلم، ولتكن الأم شريكاً للمعلمة، ولتكن المدرسة شريكة للبيت، وبورك في القوم الذين يتخذون التعاون سُلّماً والتكاتف مذهباً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store