Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

آخر الحلول لطلاب العُرضيات

A A
أصبح الحديث عن خريجي ثانويات محافظة العرضيات -أقصى جنوب منطقة مكة- وخريجاتها في حكم المكرر، ولقد سَكبتُ -وغيري- من الأحبار ما تفيض به الأنهار، ونادى المواطنون بمختلف أعمارهم ومستوياتهم بإيجاد حل يُنهي معاناة هؤلاء الخريجين والخريجات مع التعليم الجامعي. محافظة العرضيات تتوسط منطقتَي الباحة شمالاً وعسير جنوبًا، وحال تخرُّج أبنائها وبناتها من الثانويات تبدأ رحلة البحث عن مقعد جامعي، وليس أمامهم إلا جامعة الملك خالد -٢٥٠كم- التي أوصدت أبوابها أمامهم بحجة عدم تبعيتهم إداريًّا لعسير، وجامعة الباحة -التي أرجو أن تتشرف بحمل اسم الملك سلمان أسوة بغيرها من الجامعات التي تشرفت بأسماء قادة هذه البلاد- وهي الأقرب إليهم -١٥٠كم- وهذه كانت ولا تزال لها يد على خريجي ثانويات العرضيات وخريجاتها، ولكنها تقلصت أخيرًا، والكلية الجامعية بالقنفذة التابعة لجامعة أم القرى -٢٠٠كم-، وهذه تكاد تغص بطلاب الشريط الساحلي. إداريًّا تتبع العرضيات منطقة مكة المكرمة، وهو ما يجعل الكرة في ملعب جامعتَي أم القرى والملك عبدالعزيز، والذي حصل أن جامعة أم القرى بشَّرت -قبل سنة- على لسان مديرها الحالي بافتتاح كليتين للبنين والبنات بالمحافظة، وسارت الأمور في مسارها، ولما أن أطل الحُلُم برأسه دهاه ما يشبه الجلطة؛ فتجمدت الأوراق في أدراجها، وتفرق السامر، وصمت الجميع، وأنكر كلٌّ علاقته بالحُلم. وعلى هذا دب اليأس في نفوس مواطنِي العرضيات بعد تجربتهم مع جامعة أم القرى التي كانت محصلتها النهائية سرابًا. ما الحل إذن؟ تمهيدًا لحلٍّ -قد يكون أو لا يكون- دعوني وإياكم نحط رحالنا شرق مدينة جدة، وتحديدًا بجوار مستشفى الحرس الوطني، هناك نكون إداريًّا في نطاق منطقة مكة المكرمة، غير أننا نجد هناك مدينة متكاملة تحت مسمى (جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية)، ومعلوم أن مركز الجامعة في مدينة الرياض بمنطقة الرياض، وما هذه المدينة الجامعية إلا فرع لها في جدة بمنطقة مكة وآخر في الأحساء بالمنطقة الشرقية، وهذا يعني أنه لا حرج أن تفتح الجامعات فروعًا لها في مناطق غير مناطقها الإدارية، وهو ما يعني أنه لا حرج في أن تفتح جامعة الباحة فرعًا لها في محافظة العرضيات (بحكم الجوار)، علمًا أن فتح فروع للجامعات في مناطق أخرى عُرف منذ زمن بعيد، ولا نزال نذكر فرعَي جامعة الملك سعود وجامعة الإمام في أبها اللذين تحوَّلا إلى جامعة هي جامعة الملك خالد، يُضاف إلى ذلك المعاهد العلمية المنتشرة في المناطق كافة وتتبع لجامعة الإمام في مدينة الرياض بمنطقة الرياض. أمر آخر لا يعلمه الكثير من الناس وهو أن خدمات العرضيات لا تتبع كلها لمنطقة مكة، فالعرضيات تتبع في الطرق وصندوق التنمية العقاري للباحة، وتتبع في الكهرباء لكهرباء الجنوب في عسير، وذات يوم كانت تتبع -صحيًّا- صحةَ الباحة، فما الذي يبيح للعرضيات التبعية في تلك الخدمات للباحة وعسير ويحرِّم عليهم التبعية في التعليم الجامعي لجامعة الباحة؟، على هذا فالعرضيات كلها رجاء أن تبادر الجهات التي يعنيها أمر خريجي ثانوياتها وخريجاتها بالترتيب لافتتاح جامعة الباحة فرعًا لها في محافظة العرضيات بناءً على تلك المعطيات الوافية. وذات يوم ذكر لي أحد مديريها أن الجامعة لا تمانع من افتتاح فرع لها في العرضيات متى وجدت الضوء الأخضر من الجهات ذات العلاقة في المنطقتَين. من هنا يتجدد الأمل، ويعظم الرجاء في إنهاء هذه المعاناة التي طال أمدها وذلك من خلال هذا الحل المقترح؛ فالقيادة واحدة والوطن واحد والغاية نبيلة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store