Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

مواقف المليك المفدى من قضية المسلمين الأولى

A A
إن من نافلة القول الحديث عن مواقف قائد هذه الأمة الملك سلمان بن عبد العزيز الثابتة حيال قضية المسلمين الأولى: قضية فلسطين، وعلى وجه الخصوص قضية القدس الشريف، وهذه المواقف الثابتة سجَّلها التاريخ بكثير من العرفان قبل توليه يحفظه الله مقاليد الحكم وحتى يوم الناس هذا، إضافة إلى كلمات مضيئة له يحفظه الله تُعتبر نبراساً لكل الأجيال العربية عموماً والسعودية خصوصاً، تؤكد على عدالة القضية الفلسطينية، كما تؤكد على أن المملكة كانت وما زالت وستبقى إن شاء الله الحصن المنيع دون تحقيق الأطماع التوسعية لإسرائيل على حساب مقدسات المسلمين. ومنذ عقود حين كان يحفظه الله أميراً لمنطقة الرياض كان رئيساً للجان الشعبية التي شُكِّلت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله بهدف دعم القضية الفلسطينية، وكانت المملكة وقتها الدولة الأولى إن لم تكن الوحيدة التي تُشكِّل مثل هذه اللجان، وكانت للمملكة بناء على ذلك اليد الطُّولى في تقديم الدعم المالي للفلسطينيين. ولن يغفل التاريخ أبداً عن أن الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله هو صاحب شعار «ادفع ريالاً تنقذ عربياً» رداً على الشعار الذي رفعته الصهيونية: «ادفع دولاراً تقتل عربياً». ولطالما صرح يحفظه الله عن مواقف المملكة الثابتة حيال قضية المسلمين الأولى، ومن ذلك قوله: «إن هذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً لا تقف مع قضية فلسطين بقصد إبراز شعارات، بل تقف موقف عقيدة إسلامية تؤمن بها، وتعتبر مكة والمدينة والقدس شقيقات ثلاثاً، ولا فرق بين الرياض ونابلس، فالموقف تفرضه عروبتنا الصادقة ويمليه علينا المصير. إن المحور الأساس لسياسة هذه البلاد هو القضية الفلسطينية، فإن عادينا فإننا نعادي في سبيلها وإن جاملنا فإننا نجامل في سبيل مصلحتها. إنني أحمل عهداً من هذه البلاد وشعبها بأننا رفقاء مصير لا رفقاء طريق». ولعل عباراته تلك يحفظه الله تعتبر وثيقة تاريخية تبقى أبد الدهر معبرة عن موقف المملكة تجاه قضية فلسطين والذي لا يقبل النقض أو التغيير. وفي فبراير 1994م بدأت حملة شعبية لجمع التبرعات على مستوى جميع مناطق المملكة يخصص ريعها وإيرادها لإعمار وإنقاذ المقدسات الإسلامية في القدس الشريف والتصدي للإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس هوية القدس العربية والإسلامية، وسُمِّيت هذه الحملة «حملة إنقاذ القدس الشريف» برئاسته يحفظه الله، ووجَّه الشعب السعودي كله للتبرع بسخاء للقدس وقال: «إن القدس تناديكم لتسارعوا إلى نجدتها وإنقاذها وإعمارها بالتبرع بما تجود به نفوسكم من مال، وتستنهض هممكم العالية التي عوَّدتنا الاستجابة لكل دواعي الخير كلما دعاكم الضمير لنصرة قضية إسلامية، وهذا عهدنا بكم دائماً».

وفي إطار السياسات الثابتة للمملكة تجاه القدس منذ عهد الملك المؤسس، وجَّه الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله عام 1995م وكان وقتها أميراً لمنطقة الرياض ورئيساً للجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين لإنقاذ القدس الشريف، وتبرع وقتها بمبلغ نصف مليون ريال لمدينة القدس، وكان مبلغاً كبيراً بمعايير تلك الفترة.

وما سُقتُه في هذه المقالة المقتضبة غيض من فيض مواقفه الثابتة يحفظه الله تجاه قضية المسلمين الأولى التي تعكس المواقف السعودية خلال تسعين عاماً مضت على تأسيس المملكة، وتمسُّك الملوك السبعة بها منذ عهد المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله بما يدحض مقولات المدلسين والحاقدين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store