Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التنصيص على أهمية التخصيص!

الحبر الأصفر

A A
في زحمة الأخبار الكثيرة تضيع الأخبار المهمة القليلة، هذه هي القاعدة ولكنها لم تنطبق عليّ، فقد اقتنصت خبراً مهماً نشر في صحيفة «عكاظ» .

يقول الخبر: «كشفت لوائح وأنظمة قواعد عمل اللجان الإشرافية للقطاعات المستهدفة بالتخصيص المعدلة -اطلعت «عكاظ» عليها- أنه ستتم تهيئة (38) جهة حكومية خلال عامين لتخصيصها، إضافة إلى الجامعات التعليمية والمستشفيات التخصصية.

وشملت الجهات الحكومية المقرر تخصيصها (13) وزارة ممثلة في: «البيئة والمياه والزراعة، والنقل، والطاقة، والصناعة والثروة المعدنية، والإسكان، والتعليم، والصحة، والشؤون البلدية والقروية، والحج والعمرة، والاتصالات وتقنية المعلومات، والإعلام، والرياضة».

أظن -وليس كل الظن إثماً- أن هذا خبر الشهر، وليت كل موظف وموظفة

يقرأون ويتأملون فحوى الخبر، لأننا مقبلون على تخصيص معظم الأجهزة الحكومية المهمة، وقد ورد في الخبر أن التخصيص سيتم بعد سنتين، فماذا نحن فاعلون؟.

الحديث عن التخصيص حديث طويل، وبإمكانكم الاستعانة «بالشيخ جوجل» لمعرفة فلسفة التخصيص وفوائده وإيجابياته وسلبياته، أما تعريفه فيمكن اختصاره بـ»نقل ملكية الأصول من الحكومة إلى القطاع الخاص، وإسناد تقديم خدمات حكومية معينة إلى القطاع الخاص، ويشمل ذلك بيع الأصول بشكل كامل أو جزئي وعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

لا أملك في هذا المقال كلاماً كثيراً أقوله سوى الاستعداد للتخصيص ومتطلباته وصرامته، خاصة لمن جرّب الارتخاء والكسل في عالم القطاع العام، هذا القطاع الذي أشبهه بأنه مثل الشاب الذي سكن عند والديه، أما من يعمل في القطاع الخاص فهو مثل من يسكن بفندق، وأنتم تعرفون الدلال والحنان الذي يجده الشاب حين يسكن عند والديه، وتعرفون الأشياء التي يواجهها من يسكن في الفندق.

إن مطالب القطاع الخاص من الموظف كثيرة منها؛ تنمية مهارة الفرد ورفع إنتاجيته، والتدقيق في المصروفات من خلال تمريرها على مقاييس (كفاءة الإنفاق)، و غيرها من المتطلبات التي يعرفها كل من عمل في أي قطاع من القطاعات الخاصة!.

حسناً ماذا بقي:

بقي القول لقد سألت صديقي الخبير والمستثمر أبا فيصل فهد النصار أن يوجز لي أسهل طريقة لنجاح التخصيص، فقال: يتم ذلك من خلال أمرين:

الأول: أن تشدد الدولة الرقابة على المشاريع التي تم خصخصتها وتشرك المواطن في ذلك، بمعنى أن الناس تدين وتنتقد وتراقب أداء القطاعات التي تم خصخصتها.

ثانياً: أن تطرح الشركات التي تدير القطاع الخاص للاكتتاب، ومن ثم تعويمها في سوق الأسهم.

ياقوم.. هناك كلام كثير حول التخصيص ومذاهبه، وكل مذهب له أنصار متعصبون يدافعون عن أفكارهم، وهذا التعصب قوي جداً، بل هو يشبه التعصب الذي نجده في مجالات الرياضة والتشجيع الكروي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store