Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حتّى كورونا ما سوّاها!!

A A
في خِضَمِّ جائحة كورونا التي طال أمدُها، يا ربّ اكشفها عنّا سريعاً، لم يُصَبْ بها ١٩٥ شخصاً بسبب تواجدهم في مكان واحد مساحته بضعة أمتار في يوم واحد، لكنّ هذا العدد، أي ١٩٥ شخصاً ومنهم أطفال، أُصِيبوا بالتسمّم بعد تناولهم وجبة غذائية في مطعم مساحته بضعة أمتار في يوم واحد، حسب ما نشرته جريدة المدينة قبل أيام، وهذه مُفارقة مُؤلمة تجدر الإشارة بها، ومقارنة أعتذر عنها إن كانت غير مُبرّرة!.

المطعم.. يبدو أنّه مُهْمِل صحياً، ويستحقّ جائزة الإهمال الفظيع، ويبدو كذلك أنّ صاحبه في وادٍ وهو في وادٍ، وأنّ عامليه وسطاء نموذجيون لنقل جراثيم التسمّم للآخرين، ويا لها من توليفة «تجيب» العيد غير السعيد قبل أوانه!.

والمطعم يقع في محافظة العقيق بمنطقة الباحة الجميلة، لكنّه هو غير جميل بإهماله، ومبروك عليه التصدّر في الإهمال، وقد صار أكثر نقلاً لوباء التسمّم وأشرس من كورونا الذي ما سوّاها مثله، ولا أدري لماذا لا يُشهّر باسم المطعم؟ وباسم صاحبه؟ وبأسماء وجنسيات عامليه؟ ففي الاكتفاء بذكر وجوده في محافظة العقيق بمنطقة الباحة ظُلْم لمطاعم المحافظة الأخرى التي ربّما قد استوفت الشروط الصحية ومع ذلك تُساوَى مع المطعم المُهمِل في عدم التشهير رغم ما تسبّب هو فيه من إضرار صحّي بالمُستهلكين الأبرياء!.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها تسمّم كهذا، بل حصل للمرّة «التسعطعشر» ومضاعفاتها، ليس في منطقة الباحة وحدها، بل تقريباً في كلّ المناطق، وفي كلّ مرّة تُكوّن لجنة مشتركة من الجهات الصحية والبلدية للتحقيق في الأمر، ويزور مسئولوهما المرضى المُتسمّمين والمُنوَّمِين في المستشفى، وهذا مُقدّر منهم، ومشكورون، لكنّه لا يكفي، ودليلي على ذلك هو تكرار حوادث التسمّم حتّى في مطاعم وفنادق تحمل أسماء عالمية، وسياحتنا تُخدش هكذا، وتُجرح من الوريد للوريد، فالمطاعم هي أحد أركان السياحة، ولا يُعقل أن تكون مصدر تسمّم غذائي بدلاً من أن تكون مصدر صحّة وترفيه واستمتاع تام بالأكل والشُرْب!.

فضلاً لا أمراً، لا يكُونّنَ التسمّم الغذائي جائحة أخرى، فيكفينا كورونا!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store