Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

إبليس اللعين.. أتى بثوب الناصحين!

الحبر الأصفر

A A
أرى الكثير من الناس يقدمون النصائح وهذا جيد، إذ إن النصيحة من الأشياء الثمينة ويحتاجها من يحتاجها، وليس الكل يعطيها، فلها شروط وواجبات يعرفها من قام بتقديمها على أكمل وجه.!

إن الناس دائماً يتقبلون النصائح من بعضهم بشكل مطلق، مع أن النصيحة قد تأتي من الأشخاص السيئين والذين ليس لهم قبول في محيطهم، فمثلاً الإنسان قد يأتي بثوب إبليس، وإبليس أتانا بثياب الناصحين ونصح آدم وحواء وقاسمهما وأكد لهما بالقسم بأنه ناصح لهما، فأحياناً قد تأتي النصيحة من شخص يريد لنا الشر!.

أو مثلاً إخوة يوسف حينما ألقى الشيطان في قلوبهم ومكروا مكرهم وعزموا على أن يجعلوا أخاهم في غيابة الجب حسداً من عند أنفسهم، وحبكوا ما أرادوا وارتدوا ثياب الناصحين!.

يدرك تماماً المتلبس بثوب النصيحة حقيقة خُبث نفسه، فيعمل على تطهير الجو المحيط من سمومه باستخدام المؤكدات المتلاحقة كالقسم ونون التوكيد، لذا يجب ألا تعطي كل الناصحين سمعك!.

حسناً ماذا بقي؟!..

بقي القول: أنا أتحفظ كثيراً على النصائح لأنها قد تأتي من جاهل وقد تأتي من حاقد مثل ما مَرَّت معنا أنها أتت من الشيطان وإخوة يوسف، فهذان المثالان وضَّحا لنا بعض الملامح التي تُعين على تمييز نصيحة الشيطان حتى وإن كانت في صورة إنسان، أو صحبة.. يقول «أحد المفكرين»: (لا تعامل الناس على أنهم ملائكة، فتعِشْ مغفلاً، ولا تعاملهم على أنهم شياطين فتعِش شيطاناً، ولكن عامِلهم على أن فيهم بعضاً من أخلاق الملائكة وكثيراً من أخلاق الشياطين)!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store