Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

«سيقول السفهاء... ألا إنهم هم السفهاء...»!!

A A
هذا الرصد التاريخي المذهل عن القضية الفلسطينية والمواقف السعودية ليس بالغريب على الأمير بندر بن سلطان، وهو رجل خبر السياسة وخبرته وعاش معتركها وواجه أكثر ملفاتها تعقيداً..!!

*****

.. مضامين كثيرة حواها السرد التاريخي من سموه، وهذا السبر المتعمق والمترابط والشفيف يجعله دالاً بذاته على ذاته، ويظل كل شئ بعده مجرد إضاءة إليه..!!

*****

.. واللافت جداً أنه رغم كل ماحدث إلا أن مواقفنا ثابتة وجهودنا لم تتوقف ونحاول أن نضغط في كل مرة بكل مانملكه من تأثير ومقدرات، وذلك لعدة اعتبارات: يأتي في طليعتها أن السياسة السعودية سياسة هادئة متوازنة، تتسم بالحكمة والصبر ولا تبني قراراتها على ردود أفعال، ثم إيماننا بقضية فلسطين العادلة وتعلقنا بها كقضية محورية عربية، وثالثاً هو مناصرتنا للشعب الفلسطيني الشقيق والوقوف معه حتى يسترد حقوقه المشروعة...

*****

.. وإذا كنا لا نأسف على نكران الجميل بقدر أسفنا على ضياع الفرص والخيارات إلا أن من يتابع الخطاب السياسي الفلسطيني بعد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يجد هجوماً لاذعاً ضد قيادات الخليج واستخدم أسلوب أقل مايقال عنه «واطي» وهو الوصف الذي استخدمه الأمير بندر، وهو هجوم غير مبرر ومرفوض ولا ينم إطلاقاً عن عقلية سياسية راشدة..!!

*****

.. يقول محمود عباس في ذات الأسطوانة المشروخة «تنكروا لحقوق شعبنا، للقدس، للدولة الفلسطينية»، وهنا أسأل سيادته:

من صافح رابين أمام أنظار العالم في واشنطن؟.

ومن أصر على رابين أن يدخل قبله من الباب في واشنطن تعظيماً له؟.

من ألغى مصطلح العدو وأوقف المقاومة واعترف باسرائيل في أوسلو؟.

من انحنى «بالدشداشة» والعقال وقبّل يد زوجة رابين وهو يعزيها ويصف رابين بأنه من أعز أصدقائه؟.

من عانق بيريز بحميمية طاغية في عزاء رابين؟.

من هو الذي يستمتع بسماع المغنين الإسرائيليين؟.

من هو الذي يتنصل من عودة اللاجئين الفلسطينيين بحجة عدم التأثير على ديموغرافيا إسرائيل؟.

من هو الذي يتهرب من كل خيارات والحلول ويناور بها ويزايد عليها؟.

أسئلة كثيرة يعرف إجاباتها أبومازن ويعرف هو قبل غيره أن تلك الإجابات تمثل مشهداً هاماً في مسرحية «الحراج الخفي للقضية والأرض والشعب»

*****

.. هذه القيادات العبثية وهي في قمقم «صراع الديكة « تحاول أن تناور علينا وعلى قضيتها بوهم طهران وأنقرة كبدائل عن الرياض والقاهرة والعواصم العربية الأخرى.

العرب بذلوا الشهداء والمال فماذا صنع الفرس والأتراك؟، لم يقوموا بإطلاق رصاصة واحدة نحو إسرائيل وغاية ما فعلوه هو تقتيل العرب في سوريا والعراق وليبيا.

هل ضل أولئك الطريق الى القدس كما أضلته القيادات السفيهة طوال أكثر من 70 عاماً..؟!!

*****

.. وزيادة في مغالبة (الحمق) للعقول يذهبون ليشكروا أردوغان إن قال بسحب سفيره من الإمارات، ونسوا أن السفير الإسرائيلي «يتبطح» على ضفتي البسفور والسفير التركي في تل أبيب يقدم الأكاليل على ضريح هرتزل.

وينحني الحمقى عند قدمي الخامئني ويقبِّلون يديه، ويصفون قاسم سليماني قاتل العرب بشهيد القدس...!!

*****

.. على هؤلاء أن يعوا أن (العصا والجزرة) لا تحني رؤوسنا، من حقنا أن نفكر بشكل مختلف في مرحلة مختلفة ولن نرهن مصائرنا ومصالحنا لفكر محنط يستجر ذاته من 70 عاماً.

ما يجب أن يفهموه جيداً بأننا دول ذات سيادة، ولدينا مصالحنا ونحن وحدنا من يقرر ماذا علينا أن نفعله وما لا نفعله، ولن نسمح لأي أحد أياً كان أن يمارس وصايته علينا...!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store