Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

جوائز المراسلين الحربيين في زمن كوفيد 19

إضاءة

A A
بالتأكيد كان فادي الحلبي، وسوزان الان، وديما الخطيب، وجون سادووث، ووانج شيبيشنغ أكثر حظاً مني ومن كل الزملاء الذين سبقوني، وهم يحققون جوائز أفضل مراسل حربي!.

لقد خطف الثلاثة الأُول الجائزة الأولى عن تحقيق تناول النازحين المدنيين في سوريا لحساب محطة "أرتيه" الفرنسية الألمانية، فيما فاز الآخران بتحقيق عن مصير مسلمي الأويغور في الصين لشبكة "بي بي سي"!

مع ذلك، تظل المقارنة ظالمة بيننا وبينهم، من ناحية التحركات والمواصلات والاتصالات!.

أتذكر أنني في أرتيريا على سبيل المثال أثناء نضالها من أجل الاستقلال عن أثيوبيا كنت أمضي أياماً بالسيارة أو على ظهر جمل أو حمارة، هناك على نهر الجاش، من العاصمة السودانية الخرطوم، ومنها الى كسلا، ومن هناك متخفياً وسط حقول القمح!، حتى نصل الى موقع المواجهات!.

ثم نعود من الرحلة التي قد تستغرق نحو أسبوعين، ونبدأ في النشر، وننفرد بما أتينا به من أخبار وحوارات وتحقيقات، لتبدأ الوكالات في النقل منا وعنا!.

كانت الشركة السعودية للأبحاث والنشر "الشرق الأوسط" في هذه الأثناء أيقونة الصحافة العربية الميدانية، التي رفعت شعاراً يقول إن مراسلها لا يسمح له بالسفر على حساب أية جهة، ولا يتقبل هدايا من أي جهة، وأنها تتحمل تكلفة كل خطوة يخطوها المراسل!.

أتذكر هنا، كيف تمكنت من دخول العاصمة الأفغانية "كابل" مبكراً دون أن أكتفي بدخول بيشاور وجلال آباد، وكيف اصطدمت بمشكلة إرسال المواد الصحفية والصور إلى مقر الجريدة في لندن أو في جدة، وكيف تمكنت الشركة حينها من الاتفاق مع مراسل غربي، بحيث يتيح لي فرصة الإرسال من جهازه "الخاص والوحيد"!

الآن بات كل شيء على الهواء! فالفائزون الذين تمكنوا من تصوير مأساة أدلب في سوريا والنازحين في إقليم الإويغور، مع بسالتهم ومهارتهم، لم يصادفوا كماً من العقبات التي اصطدمنا بها!.

صحيح أنهم سافروا في زمن كوفيد 19 وهو بالتأكيد أخطر من الكوليرا والملاريا، وجرثومة المعدة، وصحيح أنهم تمكنوا من الهرب من قبضة النظام في كل من سوريا والصين، لكننا أيضاً كنا نتعرض لما هو أخطر!

تحية وتهنئة لسوزان وديما وفادي، الذين أعدوا تقرير "سوريا، في فخ إدلب"،

ومثلهما لجون سادووث ووانغ شيبيشنغ اللذين أعدا تحقيق "عائلات الأويغور" واللذين وفّرا اتصالاً هاتفياً بين أطفال من الأويغور وأهاليهم الذين فُصلوا عنهم، ما يؤشر إلى ممارسات "تعكس أسوأ ما في الرأسمالية والشيوعية"!

وتحية لكل همة صحفية وروح إنسانية وثابة، تتوق الى الحق، وتسعى اليه متجاوزة كل منعطف وشق، لتهدي للعالم ما يجري بعيداً عن أنظاره أو قريباً منها.. فالمشكلة الآن لم تعد المعرفة، بل التصرف بعدها، واسألوا أطفال فلسطين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store