Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

المعارك السياسية والانتخابات الأمريكية!

A A
المعارك التي يخوضها السياسيون، للفوز بالمقعد، سواء كان هذا المقعد في دائرة انتخابية برلمانية أو بلدية، أو كان كرسيًا بحجم كرسي الرئاسة الأمريكية والدخول إلى البيت الأبيض، الذي يجذب اهتمام العالم خلال الانتخابات الرئاسية التي تستخدم فيها كل الأسلحة للوصول إلى هذا الكرسي الذي يحرك العالم؛ لا تشبه معارك الأيدي والأرجل والتناطح بالرؤوس، لأنها حروب تستخدم سمعة المرء وتاريخه السياسي، وربما علاقاته الشخصية، وعلاقته بأسرته، تكشف المستور، وتفضح المخبوء، والذي يمثل عثرات تعثر بها السياسي خلال مسيرته الطويلة للوصول إلى الكرسي، أو أنها افتراءات نتيجة مكائد تحاك ضد الخصوم، لتشويه سمعته، وتلويث ثوبه، وربما يكون فيها شيء من الحقيقة، أو أنها محض أكاذيب، فالحقائق والأكاذيب خلال المعارك السياسية تلتبس على الناخب، فإما أنه يستخدم العقل والمنطق لفحص ما يثار عن المتنافسين، أو أنه يسير مغمض العينين خلف الإشاعات والإثارة، فلا يرى الحقائق، أو فصل الحقائق عن الأكاذيب!

أثيرت فضائح مثلا ضد جو بايدن منافس ترامب، كما أثيرت فضائح ضد ترامب، بعضها جنسية، كقضية التحرش التي رفعت ضد بايدن، كذلك رفعت قضية علاقة ترامب مع ممثلة إباحية!

موافقة بايدن على ضرب العراق تعتبر فضيحة أو نقطة سوداء تلوث ثوب تاريخه السياسي لأنها تثير مشاعر الأمريكيين الذين فقدوا أبناءهم في العراق!

في الانتخابات الأمريكية، تزداد حدة المعارك وتتسارع وتيرتها كلما اقترب زمن الإدلاء بالأصوات، قبل ما يعرف بالصمت الانتخابي، مع هذا ربما تؤثر الفضائح التي يكشفها المتنافسون على نسبة قبول الناخبين للمرشح لكن الكلمة العليا أو الحاسمة هي للمجمع الانتخابي، الفريد من نوعه، فلا يوجد شبيه له في العالم، ولا يأخذ به إلا في الانتخابات الأمريكية.

المجمع الانتخابي، هو هيئة انتخابية، مهمتها انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ونائبه، يتكون المجمع الانتخابي من «538» شخصًا يمثلون «50» ولاية أمريكية، بالإضافة إلى المقاطعة الفيدرالية التي تمثل العاصمة واشنطن.

يجب أن يحصل الرئيس على أغلبية «على الأقل 270» صوتًا من الأصوات الانتخابية للمجمع الانتخابي، وكذلك نائب الرئيس.. في عام 2000م فاز جورج دبليو بوش بأصوات المجمع الانتخابي، رغم خسارته أمام التصويت الشعبي الذي كسبه آل جور في ذلك الوقت، كذلك كسب دونالد ترامب أصوات المجمع الانتخابي عام 2016م، رغم خسارته أمام هيلاري كلينتون في التصويت الشعبي.

والزمن يسرع بنا إلى اليوم الحاسم في اختيار رئيس أكبر دولة، والنتيجة التي يحسمها المجمع الانتخابي وتعلن يوم «4» فبراير القادم، لازال هناك 3 أسابيع، يمكن للمتنافسين على كرسي رئاسة أمريكا، إشهار المزيد من الأسلحة، للتأثير على الناخبين، وربما التأثير على المجمع الانتخابي، فالمعركة الدائرة الآن بين ترامب وبايدن، ربما تتسع دائرتها، لتشمل الحزبين، المتنافسين الديموقراطي والجمهوري، وربما تتعدد الأسلحة المستخدمة فيها، حسب المبدأ الميكافيللي: «الغاية تبرر الوسيلة»، الغاية هنا، تعني حكم الولايات المتحدة أربع سنوات قادمة، والحياة في البيت الأبيض، وماذا يعني رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، يعني حكم العالم، لذلك يقاتل المتنافسين بكل وسيلة، كذلك رأينا ترامب يقاتل حتى فيروس كورونا، كي يتمكن من إدارة حملته الانتخابية، ولقاء الناخبين في الولايات الأكثر تأثيرًا على أصوات المجمع الانتخابي.

العالم يتابع المناظرات، والحملات الانتخابية، والمعارك السياسية، وينتظر يوم 4 فبراير يوم إعلان النتيجة على وجل أو على أمل، فكل يغني على ليلاه، ولكل من المتنافسين، محبين وكارهين، لكن لا أحد يستطيع تغير النتيجة النهائية، والعلم عند الله والخيرة فيما يختاره الله، هكذا نؤمن نحن المسلمون، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store