Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

المقاطعة.. سلاح فاعل

A A
الاقتصاد هو العامود الرئيس لأية دولة صغرت أم كبرت، فبالاقتصاد تنمو وتزدهر وتتقدم دول، وبانهيار الاقتصاد تسقط دول وأنظمة. هذه هي الحقيقة التي لا يعيها ولا يعرفها الدكتاتور أردوغان، والذي سوف يكون لنا معه وقفة لعلَّ وعسى يعود إلى رشده. الاقتصاد عندما ينهار فإن الأمن ينهار تباعاً، وتنتشر البطالة بين أفراد الشعب، وتتفشى الرشاوى والتزوير والتزييف، والفساد الإداري والمالي، وتنعدم الطبقة الوسطى صمام الأمان لأي مجتمع، كونها توازن بين تطرف الطبقة الغنية وتطرف الطبقة الفقيرة، ولذلك سميت «وسطى» لأنها في المنتصف بين تلكما الطبقتين. الدكتاتور أردوغان يلعب بالنار التي سوف تحرقه إذا لم يخلع عباءة «العمالة»، وعباءة جماعة الإخوان الإرهابية.

طاغية العصر أردوغان.. الذي دفعك من الغرب أو الشرق يريد في الحقيقة التخلص منك مثلما فعلوا مع شاه إيران، وصدام حسين، والقذافي، وعلي عبدالله صالح ، والقائمة تطول؟!.. والطريقة المتبعة في تجهيز»العميل» لأية دولة، ونخص الرؤساء بالذات مثلك، هي طريقة «نفش الريش»، وهو «تكنيك نفسي»، يعتمد على إعطاء «العميل» حجماً أكبر من حجمه الطبيعي، ثم بعد ذلك يصفقون له ويساعدونه حتى يتورط، ثم يرفعوا أيديهم عنه لكي يواجه جميع المواقف التي وضعوه فيها لوحده، وبذلك يحترق كورقة استخدمت ثم يرمونها إما في سلة المهملات أو في القبر.

تلك المقدمة الطويلة تقودنا إلى الحملة الشعبية الفاعلة لمقاطعة البضائع التركية، والتي ليست فحسب في السعودية العظمى بل وفي الدول التي نالها منك الأذى والتدخل في شؤونها بما فيها قبرص واليونان؟!.

حملة المقاطعة للمنتوجات التركية من الشعب السعودي هي حملة عفوية تلقائية لم تنظمها الحكومة بل نظمها أفراد المجتمع السعودي دفاعاً عن وطنهم وولاة أمره الذي تهدد أنت بإزالته من الوجود؟! وكأن هذا الوطن جمهورية موز لا يوجد فيه رجال يوقفونك عند حدك؟!

. نحن في هذا المقال لا نستجديك بإيقاف أعمالك العدائية تجاهنا بل نحذرك، وسنرد الصاع صاعين في حالة تماديك في غيِّك وطغيانك. الشعب السعودي قوته يستمدها من ولاة أمره، الذين أسسوا هذه المملكة العربية السعودية العظمى، وفي المقابل ولاة أمره يستمدون قوتهم من شعبهم الذي يلتف حولهم ويؤازرهم، ولا يسمح لطاغية مثلك بالعبث في وطنهم أو ولاة أمره، وزرع الفتنة والشقاق بين الحاكم والمحكوم، وتنفيذ أجندات أجنبية على أراضيه!!.

الدكتاتور أردوغان.. عليك أن تعي جيداً أن حملة المقاطعة للبضائع التركية ما هي في الحقيقة إلا خطوة أولى، وإذا لم تعُد إلى رشدك وتجعل من تركيا دولة طبيعية تحترم دول الجوار، وحقوق الدول والشعوب في سيادتها على أراضيها، وثرواتها الطبيعية والمكتسبة، فإن الشعب السعودي سوف يطالب بقطع العلاقات مع تركيا، وسوف تخسر تركيا دولة داعمة لتركيا، لها مكانتها ودورها الريادي في عالمنا الإسلامي والعربي والإقليمي والدولي، فهي قوة اقتصادية دخلت مجموعة العشرين لأن لديها «حكماً رشيداً» أنت تفقده بجميع مقوماته.

السعودية العظمى لم تعتدِ على تركيا في يوم من الأيام، ولم ترد حتى هذه اللحظة على خزعبلاتك وتهديداتك وتصريحاتك العدائية، والتي تنم عن قصور في العقل، ومراهقة سياسية، تخطَّتها هذه الألفية التي يحكمها «الحكم الرشيد»، وتحكمها الثورة المعلوماتية والتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي. وأخيراً نقول للدكتاتور أردوغان أن الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع التركية سوف تستمر طالما أنك تضع في أذن طينة والأخرى عجينة، ولن ينفعك غرب أو شرق جنَّدك كعميل، ولن تنفعك جماعة الإخوان الإرهابية والتي تتخذها مطية، أو صندوق الخزانة قطر، فلن ينفعك إلا شعبك المغلوب على أمره عندما لا يجد أحداً يشتري بضاعته، وسوف يكون له شأن معك؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store