Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

المستشفى الجامعي: الأحسن أداءً لعام 2019

A A
تعود بداية تأسيس مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز إلى أواخر عام 1396هـ حين افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله إبان ولايته للعهد، وأذكر كما يذكر من جايلوني من الزملاء القدامى في الجامعة أن مباني المستشفى كانت من المباني الجاهزة مثلها مثل باقي مباني الكليات والإدارة العليا والإدارة العامة، ولم يكن في الحرم الجامعي وقتها إلا مبنى خرساني واحد، كما أذكر، هو مبنى العلوم الذي كان يحوي مسرح العلوم القديم الذي أصبح اليوم جزءاً من كلية الحاسبات، ويقف إلى جانبه الخزان القديم بشموخ. وقد أكون من أوائل من أفادوا من الخدمات الطبية لهذا المستشفى العزيز، فقد وُلدت ابنتي الكبرى د. غادة وابني الأكبر د.أيمن فيه على يد واحد من رجال الرعيل الأول في المستشفى الدكتور ممدوح سليم أمد الله في عمره. ورغم أن بداية عمل المستشفى تعود إلى ما يقرب من خمسين عاماً مضت، إلا أن طاقمه الطبي كان في مجمله من الاستشاريين الكبار من السعوديين في ذلك العهد المتقدم، رحم الله من تُوفي منهم وبارك في أعمار الباقين، وكان معظمهم من خريجي ألمانيا في تخصصات مختلفة، بمعنى أن المستشفى قام أساساً بسواعد السعوديين، وكان أن انتقل إلى مقره الجديد في المبنى الحالي في عهد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأسبق معالي الأستاذ الدكتور غازي بن عبيد مدني رحمه الله الذي تحمَّل مسؤولية تشغيله الجزئي بداية إلى أن اكتمل تجهيز أدواره كلها فأصبح ملء السمع والبصر، وصار من أهم المرافق الصحية في المملكة قاطبة التي تخدم كل شرائح المجتمع، وهو من المرافق غير التابعة لوزارة الصحة. وخلال مسيرته الخمسينية، حقق المستشفى الجامعي أهدافاً كبيرة وتوسع في خدماته كماً وكيفاً ونافس أعرق المستشفيات المحلية والعربية والدولية في مستويات خدماته الطبية كافة، ونال من الجوائز العلمية والطبية الكثير، وعقد شراكات ذوات بال مع جهات عدة حكومية وخاصة. وكانت آخر جائزة نالها وليست الأخيرة، جائزة أداء الصحة كأفضل مشروع تحسين أداء لمقدم رعاية حكومي غير تابع لوزارة الصحة لعام 2019م، وقدمت الجائزة في حفل رعاه وحضره معالي وزير الصحة. ولنا أن نتصور عدد المؤسسات والمرافق الصحية الحكومية غير الحكومية في المملكة غير التابعة لوزارة الصحة من مستشفيات جامعية وعسكرية وغيرها تعد بالعشرات. وجميعها تتمتع بسمعة كبيرة في ارتفاع مستوى أدائها، وسعيها الدؤوب لتحسين هذا الأداء، إضافة الى الفارق الهائل بين ميزانياتها المالية وميزانية مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز الذي يرتبط بميزانية الجامعة المحدودة، ومع ذلك فقد كانت مشاريع تحسين الأداء فيه أفضل من غيره، فاستحق هذه الجائزة الكبرى. وتزامن هذا الفوز الكبير مع إحراز جامعة المؤسس تقدماً هائلاً في قائمة تصنيف (يو إس نيوز) بتحقيقها المرتبة 42 عالمياً والأولى عربياً. وهي مراكز عالمية رفيعة للجامعة حققتها في حقبة زمنية قصيرة للغاية إذ يعود تأسيسها لما يزيد قليلاً عن خمسين عاماً، بينما يعود تأسيس الجامعات التي نافستها إلى مئات السنين وبعضها لألف عام. وجدير ذكر بعض الخدمات الصحية بتقنيات حديثة ومتطورة التي دشنها معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مؤخراً بحضور سعادة عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور محمود شاهين ووكلاء الكلية ومدير المستشفى الجامعي سعادة الدكتور عمرو الحبشي، ومنها: جهاز الأشعة الرقمية لتصوير الأوعية الدموية ثنائية المستوى بجناح قسطرة وتصوير الأوعية الدموية، وخدمة سيارة وحدة التبرع بالدم المتنقلة، وغيرها.
إن مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز أصبح دون شك أيقونة طبية لامعة داخل الوطن وخارجه، ويستحق أن يدعم معنوياً ومادياً ليتابع مسيرته الطبية في خدمة المواطنين بأعلى المستويات العالمية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store