Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إيران والشاعر الولهان!!

A A
نظام الوليّ «السفيه» لا الفقيه في إيران نظام عُدْواني ومُكابِر.. وعنيد، وعناده عناد إبليسي لا يفتر، ولا أجد شبيهاً لعناده إلّا ما قاله شاعرٌ ولهان:

سأمضي لطموحي لأبعد الحدود..

حتّى أنالُ ما أريد.. أو أموت من قساوة الصدود..

والفرق بين الشاعر الولهان وبين إيران العنيدة هو أنّ الشاعر يمضي لطموحه لكسْب قلب معشوقته الجميلة، وهذا طموح مشروع طالما كان بالحلال وليس بالحرام، أمّا إيران فتمضي لطموحها الشرّير الحرام، والمُتمثِّل في تصنيع قنبلتها النووية، وردْع دول المنطقة العربية لا سيّما دول الخليج العربي، كي لا تكون عائقاً أمام تحقيق أجندتها بالسيطرة على العواصم العربية، واحدةً تِلْو أخرى، كما فعلت في بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء، وطمعها في المقدّسات الإسلامية بمكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة تحت حُجّة زائفة هي نُصرة أهل بيت النبوّة وفرض معتقداتها الخرافية، وإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية الغابرة!.

وما كَشْفُ وكالة أسوشيتد برس العالمية قبل أيام عن صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية لإعادة بناء إيران منشآتها النووية «نطنز»، بين الجبال وتحت الأرض بدلاً من فوقها، بعد استهدافها قبل أشهر بالتخريب الإلكتروني والتفجير والتحريق، وتجميع أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم فيها، وغير ذلك من الإجراءات الضرورية لتصنيع القنابل النووية، إلّا دليل دامغ على ذلك.

وإيران تراهن كما يبدو على جائحة كورونا وانشغال العالم بها، وظروف الانتخابات الأمريكية التي تؤمِّل أن يكسبها جو بايدن، هذا الديموقراطي السائر على نهج باراك أوباما الذي نكب العالم العربي بالاتفاق النووي مع إيران، ولولا انسحاب دونالد ترمب من الاتفاق لما تباطأت خطوات إيران بالصدد النووي، وكذلك تخاذل دول الاتحاد الأوروبي وتهاونها بملف الاتفاق النووي، ومنها فرنسا، ضمن لعبة مصالح لا تُراعي السِلْم الإقليمي، وتُعرّض العالم بأسره للخطر!.

إيران ماضية في طموحها الخطير علينا، ولا مناص من قسوة صدِّها حتّى لا تنال ما تريد، بل حتّى لو ماتت من قسوة الصدود، مع اعتذاري للشاعر الولهان!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store