Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

لماذا لا ينصرف مؤرخونا الجدد لتنقية تراث أوروبا؟!

إضاءة

A A
تمنيت لو قرأ مؤرخونا الجدد الذين يحلو لهم الآن تشويه تاريخنا وتراثنا وتصويرنا كأمة غارقة في مستنقع الجهل والشعوذة هذا التقرير!، والحق أنني كنت أظن أن أفريقيا وآسيا هما الوحيدتان الغارقتان في مستنقعات السحر والشعوذة، قبل أن أتابع تقرير وكالة الأنباء الفرنسية عن متحف للسحر في الدنمارك، أقيم في منزل صائد ساحرات سابق في بلدة "ريبه".

ويقول التقرير إن المتحف يشرح كيف أدى الخوف من السحرة إلى عمليات اضطهاد في الدنمارك وأوروبا كلها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث ظل المجتمع يؤمن بالخرافات مع تفشي الخوف، وانعدام الثقة غالباً متشابكين مع الاستخدام السري للسحر "لإبعاد غضب الله".

ووفقاً لمؤرخة المتحف لويز هاوبرغ ليندغارد فقد قدم نحو 100 ألف شخص في أوروبا لمحاكمتهم بتهمة ممارسة السحر، فيما حُرق ما يصل إلى 50 ألف شخص!.

بل إن الدنمارك حكمت وحدها على ألف شخص بالإعدام بتهمة ممارسة السحر، ومعظم المتهمين كانوا من النساء اللواتي ساد الاعتقاد أنهن تواطأن مع الشيطان.

أما ألمانيا، الدولة الأوروبية الأكثر صيداً للسحرة، فقد شهدت 16500 محاكمة، انتهى أكثر من 40 في المئة منها بحرق المتهمين.

هكذا كان الحال في أوروبا حتى القرن السابع عشر، حيث المكانس والتعويذات والدُّمى، وأدوات التعذيب، حين كان المسلمون يملأون الدنيا علماً وأدباً وفناً وعمارة وحضارة، لكن مؤرخينا الجدد لا ينظرون أبداً إلى أي صفحة بيضاء في تاريخنا الإسلامي، مكتفين بتسليط الضوء على أنهار الدم، ومظاهر التخلف!.

وفيما كانت العربية المرأة المسلمة بعفتها وثقافتها تمارس دورها الأدبي والفني والحضاري والتربوي، في تلك الفترة، كانت نساء أوروبا كما يقول تقرير الوكالة الفرنسية "يتواطأن مع الشيطان".. لكن مؤرخي آخر الزمن، المنتشرين في الصحف والمجلات والمواقع والقنوات، ومؤخراً في الصالونات والمنتديات والندوات والمؤتمرات، يصرون على وصمها ووصم الأمة كلها بتاريخها وتراثها وحاضرها بالتخلف والرجعية، والإرهاب!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store