Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

القيادة.. ومشكلات فريق العمل

A A
تعتمد القيادة في القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية على إدارات ومراكز متعددة تقوم بمناشط وخدمات وفق خططها الإستراتيجية لخدمة المجتمع والعملاء المستفيدين من تلك القطاعات..

وفي الإدارات التقليدية كثيراً ما يكون تركيز القائد على (أداء الفرد) وليس على أداء (الجماعة المنتجة)؛ مما يؤدي إلى الأنانية والأثرة والصراع بين أفراد المجموعة وبالتالي يؤدي إلى ضعف الولاء والالتزام للمنظمة في حين أن ما تقوم عليه الإدارات الحديثة في اليابان مثلاً التقييم يكون على (فرق العمل) و(المنتج النهائي) سواء العمل في المكاتب أو (عن بعد) بحيث يكون الأفراد ذوي مهارات تكاملية.

وفي تلك الإدارات التقليدية كثيراً ما تحدث الخلافات في العمل لعدة أسباب منها: لاختلاف المرجعيات الثقافية، والفكرية، والاجتماعية بين الأفراد، وكذلك الغيرة بين الزملاء في العمل لوجود معيار التفوق مثلاً لأحدهم عن الآخرين، وبالتالي التنافس غير الشريف بين الأفراد.. كما أن الغيبة والنميمة من أكثر المسببات في النزاعات في بيئة العمل والموجودة للأسف حتى في بيئة عمل الرجال.

وفي مجموعة العمل التقليدية يكون التركيز على الأداء الفردي وترصد المكافآت المختلفة للأفراد حسب درجة إجادتهم في العمل.. بينما الإدارة الابداعية تدرب أفراد الفريق على العمل الجماعي المشترك وغرس مبدأ إن نجاح المجموعة هو نجاح كل فرد. وأن يوجه قائد الفريق الافراد إلى الأعمال كل حسب إمكاناته وقدراته وخبراته السابقة.. حتى لا يشعروا بالإحباط والتقهقر. بل إن إشراكهم في العمل يزيد من ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم وهذه من أهم الحاجات الأساسية للإنسان كما في هرم ماسلو للحاجات.

والحقيقة التي لابد من إدراكها في فرق العمل هي أن فشل الفريق في أداء مهامه هو فشل لكل فرد من افراده والعكس صحيح. لذلك فإن المنظمات الحديثة أصبحت تتبنى اليوم مفهوم (فرق العمل) بدلاً من مجموعات العمل التقليدية التي كانت سائدة والتي يتحكم بها القائد. وهم ملتزمون بتحقيق الأهداف المشتركة ويتميزون بفهم وتوضيح المهام والادوار جماعياً، مع القدرة على التقييم الذاتي لأعمال الفريق ومحاولة تصحيح الأخطاء وتعزيز الإيجابيات الناتجة عن الأداء.

إن دور قائد الفريق كبير في تماسك الفريق من خلال بث القيم الأساسية مثل: التعاون، المبادرة، الالتزام، الاحترام المتبادل، الحماس للعمل، والثبات الانفعالي. بل ضرورة إيجاد الحلول السريعة للخلافات البسيطة حتى لا تتسع دائرة الخلاف، وكذلك ضرورة التحدث مع المختلفين عن أبعاد المشكلة وانعكاساتها الخطيرة على العمل. وكذلك المواجهة والمصارحة لأي مشكلة أفضل من الالتفاف حول المشكلة.. وهذه من مهام مديري الموارد البشرية حيث يؤكد خبراء الإدارة أن 24%

من وقت مديري الموارد البشرية يمضونه في حل النزاعات والخلافات بين الأفراد في العمل.

ولكن قبل هذا وذاك يجب على المنظمة وضع الأسس الصحيحة لفرق العمل وتوضيح أهداف المنظمة ورؤيتها ورسالتها، وتحديد اللوائح، والقواعد، والقوانين المنظمة للعمل.. وتوفير مناخ عمل مريح، وأجواء ادارية واجتماعية سليمة، والمشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات، وأن يكون هناك (ميثاق أخلاقي) للعمل في كل منظمة.. بل أقترح أن يكون هناك (قَسَم اليمين) لكل موظف قبل أدائه العمل للالتزام بأخلاقيات وأمانة العمل.

إن عمل ونجاح (فريق العمل) يذكرنا بسرب النمل الذي يتعاون في حمل مغنم أكبر من وزنه بعشرات المرات ليحقق هدفه النهائي وهو الغنيمة.

ولكن المهم في العلاقة بين القائد وأعضاء الفريق أن يكون قدوة طيبة في العمل، وكما في كتاب (اليساندرو بيرسيللي): «القادة العظماء لا يقولون لك ماذا تفعل ولكنهم يرونك كيف تعمل».

Great leaders don›t tell you what to do, they show you how it›s

done

فالنمذجة القيادية هي قاعدة توجيه الأفراد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store