Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

مجد الطاعة ألوان وكله خير

A A
إن الله عز وجل رسم للعبد المسلم طريقاً للمجد الذي يخلده في هذه الحياة ويرسم له الطريق إلى الآخرة التي كلها أمجاد إن أطاعه في الدنيا، ولا يخشى سلوك هذا الطريق إلا من حُرم الخير كله. وإكمال مجد الطاعة لله بأن تكون رحيماً بخلقه عطوفاً عليهم، تجبر خواطرهم وترشدهم إلى كل الخير، ليكونوا أرأف بخلق الله إذا تعاملوا بينهم أو عاملوا غيرهم. فالطاعة مجد من أراد الله أن يحبه فليطع، واذا أطاعه تذوَّقَ أجمل العواطف، وأفضل الكلام كثيراً في حقل الله، فرأيته الأقرب إلى كمال البشر لا في نظر الناس، بل في نظر من جعل الاخلاق مجداً لمن ارتضاها منهجاً تؤثر في سلوكه فيرعاها في تعامله مع الخلق، وكلهم عنده سواسية، يتمنى أن يساوى في أخلاقه وسلوكه، ولا تعاليَ على الخلق، لأنهم جميعاً يتساوون عنده فيما يرضاه لهم ويرضاه منهم ويرغب أن يجد منهم المعاملة التي ارتضاها أن تكون له سلوكاً، وبها جعلهم إخوة له، لانهم مكلفون ممن خلقهم سبحانه وتعالى بأن تكون لهم خلقاً، والخلق يتحول إلى سلوك، وهكذا عندما آمنوا به كانوا ممن استطاعوا أن يلتمسوا في دينهم أفضل الاخلاق وأجدر السلوك في ظله، فعادوا اليه يسعون إلى الهداية مما أرشدهم اليه وحثهم عليه، وهكذا هداهم الله إلى خير المسالك إلى الحياة المليئة بالحق وخير انواع السلوك، فهو الدين الذي خاطب أتباعه في القرآن الكريم بقوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وهكذا فالحق ربط بين الخلق والسلوك ربطاً قوياً فكان مجد الطاعة ألواناً وكله خير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store