Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

تنوع موارد الدخل.. وأشياء أخرى..!!

A A
.. تلقف المواطن السعودي خطاب سمو ولي العهد بالكثير من الاهتمام، وتابعه المحللون والخبراء رصدًا وتحليلاً ودلالات..

وكعادة الأمير محمد كان حديثه ثريًا، شفافًا، واعدًا، طموحًا.. حفل بمضامين هامة للغاية جسدتها رؤية خبير وعين بصير وعراب رؤية وتغيير.

.. حديثه كان موجهًا الى الداخل السعودي بامتياز.

سبر حاله وأحواله من العام ٢٠١٦ وحتى الآن في ٢٠٢٠.

تحدث بلغة رقمية عن الإنجازات، وكاشف الإنسان السعودي: على أرضية يقف؟ وإلى أين يتجه؟

«منظور واقع واستشراف مستقبل»..

*****

.. ولعل تركيز سموه وهو عرَّاب الرؤية على الموارد غير النفطية يعود الى إدراكه بما قد يواجهه سوق النفط من تحديات، وانعكاسات ذلك على الوضع الاقتصادي العام، كما حدث في جائحة كورونا، ولا ندري مستقبلاً عن حجم المعوقات التي قد يواجهها النفط.

وهو لا يريد أن يكون اقتصادنا رهينًا لتلك التحديات والتوقعات، ولذلك فهو يرى أن التنويع مهم وحيوي لاستدامة الدولة.

*****

.. وهو قرع جرس الإنذار ليؤكد صدق وأهمية هذا التوجه، فلو لم يتم رفع الموارد غير النفطية من 100 مليار ريال عام 2015 إلى 360 مليار ريال خلال هذا العام، لاضطرت الدولة الى تخفيض رواتب القطاع العام ربما إلى أكثر من 30%.

تخيلوا لو حدث هذا لا سمح الله، كم سيكون وقعه علينا جميعاً؟!.

*****

.. وعلى هامش قضية تنويع الموارد غير النفطية، هناك مجموعة من المؤشرات يجب أن نقف عندها وعليها وهي اجتماعية بالدرجة الأولى.

أولها: ضرورة تغيير الصورة النمطية السلبية المعتادة والتي تميل إلى النرجسية والخمول والفوقية العملية والانتقائية المهنية.. واستبدالها بصورة حركية، جادة، فاعلة، واقعية.. حتى تكون أكثر قدرة على الاتساق مع المرحلة الجديدة والتعامل مع متغيراتها الجذرية.

وهذا مهم جدًا باعتبار المواطن هو محور التنمية ووجود تلك الصورة النمطية السلبية أدت إلى تراكمات منها زيادة معدلات البطالة والتستر ووجود العمالة، والعمالة المخالفة وبيع التأشيرات والمؤسسات الوهمية.

وكل ذلك أضر بالاقتصاد والمواطن على حد سواء وأدى إلى هجرة المليارات خارج الوطن...!!

*****

.. باختصار.. يجب أن نكون أبرز معززات المرحلة وليس طرفًا في نقائضها.

اليوم الوضع اختلف، والأنظمة تضيق الخناق على هذه الظواهر وتدفع بنا إلى أن نكون داخل هذه المنظومة عوامل معززة وليست سلبية...!!

*****

.. وثانيها: أنك عندما تتحدث عن دولة واقتصادها وتنوع مواردها وصولاً الى مستهدفات التعزيز والاستدامة، فإنك قطعًا تتحدث عن مجالات مختلفة كالثقافة والرياضة والسياحة والفن وغيرها من المجالات الأخرى، والخروج من النمطية يعني استيعاب المتغيرات وليس مواجهتها.

*****

.. وثالثها: السعودي لن يكون الرقم المغير فقط وإنما الرقم المتغير، فزمن دلع الطفرة ولّى، وزمن الملف العلاقي ولَّى،

وزمن سيادة الكفيل ولَّى.

تحت قرص الشمس أنت من يصنع حضورك.

صحيح أن الدولة تضع البطالة والتوظيف من أولوياتها، ولكن ليس على طريقة «الكرسي الوثير»، ووظائف الظل والمحسوبيات.

لا، كل ذلك لن يكون له وجود.

الدولة تجتهد في إصلاح سوق العمل، وفي التمكين وأنت وحدك من يقرر إما أن يكون عاطلاً أو يكون فاعلاً.

*****

.. عراب الرؤية يراهن على شبابنا.

واثق أن شبابنا يراهنون على مستقبلهم.

من أجلهم ومن أجل وطنهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store