Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حقّ البقيع من الدين والتاريخ والجغرافيا!!

A A
اطّلَعْتُ -لأوّل مرّة في حياتي- على صورٍ اُلْتُقِطت قبل الحُكْم السعودي لمقبرة البقيع بجوار المسجد النبوي الشريف، ويظهر فيها الكثير من القبور وقد بُنِيَت عليها القباب التقديسية لمن دُفِن فيها، وبدا البقيع وكأنّه معابد تُمارس فيها ما لذّ وطاب للشيطان الرجيم من بِدَع وخرافات واستغاثات بغير الله!.

أمّا بعد الحكم السعودي الزاهر وإزالته للقباب وملحقاتها، فالفرق هو انتصار «التوحيد»، وهو فرق وحيد لكنّة بعظمة الكون المُتوسّع، وعظمة المسافة بين أعلى سماء وأدنى أرض، وتحقيق لأعظم شهادة قيلت وتُقال وستُقال إلى يوم القيامة، ألا وهي شهادة «لا إله إلّا الله» وحده لا شريك له، لا ندّ له، ولا صاحبة له، ولا ولد له، ولا يُعْبدُ ولا يُقدّس سواه.

والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما بُعِثَ إلّا لنشر التوحيد بين الناس، فكيف تجاور مسجده قباب لتقديس غير الله؟! هذا هو مُراد الفرق الضالّة في إيران وغيرها، وقد حاولت إيران بشتّى الوسائل إعادة البقيع كما كان عليه، ولمّا وجدت المملكة صامدة كالجبل على بَرِّ التوحيد طَلَعَت علينا بنغمة تدويل الحرمين الشريفين، تلك النغمة التي أُريد بها الباطل ولا شيء غير الباطل، واستبدلنا الله بخيرٍ منها هو تدويل الإسلام انطلاقا من المملكة العربية السعودية، خادمة الحرمين الشريفين.

وأذكر أنّ إيران أوعزت قبل سنوات لعميلها «المُتَلَبْنِنْ» حسن نصر أن يتساءل في إحدى خطبه قائلاً: وما يُضير الحكومة السعودية لو استفادت من خبرة إيران الكبيرة في إدارة الحرمين الشريفين؟ وهدفه هو «أرْنَنَة» البقيع، وما أشنعها من خبرة؟! إنّها خَرِبَة كبيرة وليست خبرة، أزّها إبليس للمُعمّمين السفهاء، وباب من أبواب الشرك، وعودة للجاهلية المقيتة، جاهلية إيران وشركائها الضالّين.

فالحمد لله على توفيق الله للمملكة، وتسخيره لها لرعاية الحرمين الشريفين حقّ رعايتهما، وإنقاذ البقيع من الفتن وتجارة القبور، والإمساك بالعصا من وسطها، تحثّ على حُبّ أهل البيت وقرابة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رضي الله عنهم أجمعين، وفي نفس الوقت تكون صارمة في وجه من يغلو ويبالغ عند قبورهم المعروفة، ذلك هو خير وسيلة لإعطاء البقيع حقّه من الدين والتاريخ والجغرافيا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store