«مائة كتاب وكتاب»، مشروع معرفي، نفذته مؤسستان هما «جائزة الملك فيصل» بالرياض، و»معهد العالم العربي» في باريس.. يهدف المشروع إلى التعريف بمائة عالم وباحث، من العرب والفرنسيين.. هؤلاء العلماء والباحثين ساهموا في التعريف بالثقافتين العربية الإسلامية والفرنسية وقدموا كل واحدة منهما للأخرى، عبر كتب مؤلفة، وأخرى مترجمة.. اختارت القائمة العلوم الإنسانية التي ساهمت ولا تزال في تحقيق التصالح والفهم المشترك.. احترمت الديانات وحاورتها وأعطت الرموز الدينية عمقها النفسي والتاريخي.
إن المطلع على منجزاتهم الاستثنائية يدرك أحقيتهم في أن تشملهم هذه القائمة التاريخية التي تثبت دائمًا وأبدًا أنه لا سبيل لرقي الإنسان وتقدمه ما لم تتكاتف الشعوب، وتتضافر معرفيًا، وتتبادل ثقافاتها ومنجزاتها، حيث يسعى البشر جميعًا لإعمار هذا الكوكب الذي تحملوا أمانة إعماره وبنائه.. اتجهت القائمة في أهدافها وحيثياتها إلى تحقيق رؤية التواصل والانفتاح على الآخر، بعد أن أدركت أنها الطريق الأمثل للتعارف والتضافر بين الشعوب، من أجل نشر السلام والمحبة بين البشر.
كتب المشروع المائة تنتشر اليوم بيننا في وسائل التواصل الاجتماعي، والموقع الإلكتروني للمؤسستين في ثورة حضور وانتشار لم يسبق للبشر أن عاشها من قبل.. والحقيقة أن وسائل التواصل اليوم مؤشر حقيقي لوعي المجتمع، وإدراكه لأسرار وجوده والواجبات المترتبة عليه جرّاء هذا الوجود.
ومن جانب آخر علينا استثمار وجود المثقفين بيننا، وإعطاؤهم حقهم من التقدير العلمي والتاريخي، ومن ثم استثمار منتجهم الحضاري، ففي هذا المنتج حضارة الإنسان ونموه على الأرض في كل زمان ومكان.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
