نفهم أن تتوالى التصريحات المحذرة من موجات قادمة لكوفيد 19 من منظمة الصحة العالمية، وهي وإن كانت تصريحات أو تحذيرات محقة، فإن لها بالتأكيد ما يبررها علميًا أو طبيًا! من ذلك أن يتوقع ديفيد نابارو مبعوث المنظمة الخاص بفيروس كورونا موجة ثالثة من الجائحة في أوروبا في أوائل عام 2021 خاصة إذا كررت الحكومات ما قال إنه تقاعس عن القيام بما يلزم لمنع الموجة الثانية.
لكن أن يخرج علينا مؤسس شركة «مايكروسوفت»، بيل غيتس، مؤكدًا أن البشرية ستواجه جائحة أخرى في المستقبل القريب، فهذا أمر يدعو إلى الشك والحيرة فيما يجري من توقعات وتنبؤات مهما كان حجم استثماره في قطاع الأدوية، خاصة مع قرب نهاية عام وبدء عام جديد!
وبالتأكيد فإن بيل جيتس له اعتباره الاقتصادي بل والعلمي أيضا، لكن ماهي مكانته الطبية حتى يخرج بهذا التصريح، الذي قد ينظر إليه على أنه يشبه توقعات «الشيوخ» في الريف المصري والسوداني أيضًا، وتنبؤات السيدات «الجميلات وغير المؤهلات علميا وفلكيا» اللائي يحلو للصحف والمجلات والقنوات استضافتهن للحديث عن ذلك الزعيم الذي سيختفي والنجم الذي ينزوي، والحرب التي ستقع والأزمة التي ستندلع، «وكله بحسابه أو بحساباته»!
كنت في لندن أيام اشتهار الشيخين الأذري والألوسي، اللذين راحا يمطران العالم بتوقعاتهم التي كان بعضها يصيب، ومن ذلك أن الثاني قال لي قبل حرب الخليج الأولى بشهور: إن حربًا طاحنة ستحدث في المنطقة وأن دولة عربية ستتعرض للاحتلال!
وبُعيد تحرير الكويت سألت وزير الداخلية الكويتي عن رأيه فيما توقعه الألوسي فضحك قائلا: عله كان من المخابرات العراقية! أما الأذري وكان رئيسا لاتحاد الفلكيين أو المنجمين العالمي فقد مات منتحرًا!
أعود إلى بيل غيتس الذي توقع في سبتمبر الماضي أن أن تنتهي جائحة كورونا بحلول 2022. وأسأل عن حكاية التوقعات المنهمرة هذه الأيام؟!
قريبا من ذلك يدور حاليا جدل واسع حول مسلسل «عائلة سمبسون» الصادر قبل أربعة عقود، والذي يتوقع وقوع أحداث كبيرة في الواقع تتشابه إلى حد كبير مع أحداث المسلسل!
ومن ذلك ما جاء في الحلقة 21 من الموسم الرابع، عن وباء غامض يأتي من آسيا يدعى «إنفلونزا أوساكا» ليضرب بلدة سبرينغفيلد! ويبحث أهل المدينة عن علاج ولكن الدكتور جوليوس هيبرت يقول لهم: «إنه لا يوجد علاج للوباء والحل الوحيد هو التزام البيت والراحة في الفراش وأي علاج آخر سيكون وهميا».
ومن ذلك أن يتنبأ المسلسل بأن دونالد ترامب سيصبح ذات يوم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أظهر ليزا سمبسون وهي تتولى الرئاسة بعدما يترك الرئيس دونالد ترامب البلاد في أزمة مالية.. وتلك قصة أخرى!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
