Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

3 قطرات من 3 بحار

A A
القطرة الأولى:

من بحر كورونا اللُجيّ، وعلى ضفافه الكئيبة، يقبع سُكّانُ الكرة الأرضية مُتربِّصين، وقد انقسموا لثلاثة أقسام متباينة، أوّلها متفائل باللقاح المُنتظر وهم ثُلّة، والثاني متشائم وينظر إليه نظرة الريب، وأنّه نتاج مؤامرة كونية للسيطرة على البشرية، بِزَرْع لقاح في الأجساد هو مثل شريحة إلكترونية تجسّسية، وهؤلاء قلّة، والثالث بادي الرأى، إذا قيل له «مع اللقاح» قال «معه»، وإذا قيل له «ضدّ اللقاح» قال «ضدّه»، وسينتصر القسم الذي لديه نيّة حسنة، ويُفوّض أمره إلى الله، وإن يمْسَسْنا الله بِضُرّ فلا كاشف له إلّا هو، وإن يُرِدْنا بخير فلا رادّ لفضله!.

القطرة الثانية:

ومن بحر سوق الأسهم السعودية أرفع شماغي تحيةً لهيئة سوق المال لإيقافها المتلاعبين في السوق وتغريمهم، ولا شكّ أنّها خطوة رائعة لتصحيح أوضاع الاقتصاد، لكن ماذا عن ضحايا التلاعب؟، هل يُتركون بلا تعويض؟ بعد أن نُكِبُوا في أموالهم «الملطوشة» منهم بالغشّ، فضلاً عن تدهور صحّتهم جرّاء ذلك، وأقترح أن تكون هناك آلية لتعويضهم، وهذا ليس بمستحيل طالما صفتْ النيّة وسعت الهيئة لإحقاق الحقّ وإزهاق الباطل، والتلاعب في الأسهم جريمة لا تسقط بالتقادم، وما أجمل وأعظم أن يعود الحقّ لأصحابه ولو بعد حين!.

القطرة الثالثة:

ومن بحر كرة القدم، مات مارادونا، أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية، في سِنٍّ صغيرةٍ نسبياً، وكما شغل العالم بموهبته قبل اعتزاله الكرة شغله بعده بمشكلاته الصحية والسلوكية، غير أنّ أبرز موقف له من وجهة نظري هو انتقامه لبلاده الأرجنتين على هزيمتها العسكرية من بريطانيا العظمى في حرب جزر الفولكلاند، لكن في ملاعب كرة القدم، فلم يكره البريطانيون شخصاً مثله، وحطّم غرورهم، وخلق رابطاً بين السياسة والرياضة هو مثل الخيط الرفيع مهما رفض العالم الربط بينهما، وجعل الأرجنتينيين يقولون بفخر: هذه الهزيمة بِتِلْك!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store