Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

بعد قمة العشرين

A A
في مملكتنا الحبيبة كان عام 2020 مختلفاً في كل معطياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، فبالرغم من الحالة الاقتصادية شديدة الجفاف التي مر بها العالم أجمع من أدناه إلى أقصاه نتيجة للواقع الذي أفرزته جائحة كوفيد 19 التي توقفت فيها كل عجلات الاقتصاد العالمية، وبالرغم من المحاولات البائسة التي مارستها ومازالت تمارسها بعض الدول الحاقدة والحاسدة من حولنا ضد بلادنا، إلا أن هذا العام بالنسبة لنا في مملكة الإنسانية كان عاماً مميزاً، فقد ترأسنا قمة دول العشرين الأكثر والأقوى اقتصاداً في العالم واجتثثنا كل تلك المحاولات البائسة لزعزعة أمننا واستقرارها، واستطعنا أن نتغلب على تلك الجائحة بكل اقتدار، فكان ذلك فرصة لنبرز للعالم أجمع أننا حتى في ظل تلك الظروف الصعبة جداً قد تحملنا عبئاً اقتصادياً وسياسياً وإدارياً مضاعفاً وهو ما ترتب عليه الكثير من الجهد والمال خلال عام كامل هي فترة رئاستنا للقمة، بذل فيها كل القائمين على الإعداد والتنفيذ لهذه القمة كل الجهد وفي مقدمتهم بالطبع ملكنا رعاه الله وسدد خطاه وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، هذا الشاب الطموح عرّاب الرؤية الوطنية ورائد الحركة التنموية المتسارعة، فبلادنا التي تحملت تلك الأعباء المضاعفة كانت قادرة وبكل جدارة على القيام بدورها المميز الذي شهد بتميزه القاصي والداني، ولأنها تُعد إحدى أهم تلك الدول كان لزاماً عليها أن تقدم الكثير من التضحيات التي تمثلت في تقديم واجباتها من مخصصات مالية مليارية كغيرها من تلك الدول، فدول المجموعة قامت بضخ أكثر من 11 تريليون دولار لدعم الاقتصاد العالمي لمواجهة تحديات الجائحة، وقدمت المجموعة أيضاً جهوداً دولية أفضت إلى التزامات بأكثر من 21 مليار دولار لدعم إنتاج اللقاحات والدواء وتوزيعها وإتاحتها.

كما قامت المجموعة بتعليق خدمة الديون وتوفير ما يزيد عن 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون على البلدان الأكثر عرضة للخطر.

وقامت المجموعة أيضاً بدعم الدول النامية والأقل نمواً لاستدراك التحديات الخاصة في أفريقيا والدول النامية.

هذا النجاح والتميز البارزان اللذان تحققا خلال هذا العام كان وراءهما قيادة رسمت خارطة طريق للمستقبل فكان اهتمامها بالخارج موازياً لاهتمامها بالداخل من خلال وضع رؤية عملت جميع الأجهزة على تنفيذها وفق استراتيجية دقيقة.

إن استراتيجية بناء الإنسان وتنمية المكان تسير وفق المشروع التنموي النهضوي لبلادنا الذى رسمت رؤية المملكة 2030 أبعاده الدقيقة.. لذا فنحن على ثقة بأن جميع القطاعات المعنية ستركز جهودها على تحقيق جميع مستهدفات الرؤية خلال الفترة القادمة والتي وضعت إنسان الوطن وتوفير الرعاية له على رأس أولوياتها اتساقاً مع المشروع التنموي الواسع الذي يستهدف كل أجزاء الوطن.. بعد أن انتهت مرحلة التحول الوطني وحققت النجاح بكل أبعاده.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store