Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الإيمان والكفر.. ليست مباراة لنعيدها من جديد!

A A
حسنًا فعلت منظمة التعاون الإسلامي وهي تؤكد أنها مستمرة في متابعة تداعيات الرسوم المسيئة لنبي الهدى ورسول السلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وتدين بشدة استفزاز مشاعر المسلمين تحت دعاوى حرية التعبير.

وكان من اللافت، تذكير المنظمة في هذا السياق بالحكم الذي أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في أكتوبر 2018، والقاضي بأن الإساءة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لا تندرج ضمن حرية التعبير، وهو الحكم الذي جاء تأييدًا لحكم قضائي صدر في النمسا ضد امرأة نمساوية أدانتها إحدى المحاكم الإقليمية بتهمة الإساءة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

في المقابل، وكالفيروسات تمضي حمى الاستهزاء بالإسلام وبالرسول الكريم في عدد من الدول العربية، فان تصدت لها مؤسسة أو فرد، وتم تحويل أحد ناشري هذه الفيروسات للقضاء، قال الداعمون له «إنه ضحية محاكمة سياسية»! فان تم اثبات تهمة الاساءة صوتًا وخطًا وصورة، صرخ ناقل الفيروس قائلا: أنا مسلم علماني وأحارب التطرف!

فان قلت له أنك تستهزئ بما هو معلوم من الدين بالضرورة، تبجح أكثر قائلا: ومن يحدد ما هو معلوم من الدين بالضرورة! فان قلت القرآن.. تمتم بكلام غير مفهوم وزام! وان قلت السنة الصحيحة، قال ومن قال إنها صحيحة.. لقد آن الأوان للتصحيح والتجديد وحرية الاعتقاد من جديد!

والواقع أن مثل هؤلاء المصححين والمجددين، «مصححي ومجددي آخر الزمن» يريدون أن نهدم عقيدتنا أو ننسفها ونبدأ من جديد ليس قبل الاسلام فقط وإنما قبل الأديان، ومن ثم نعود كفارًا والعياذ بالله!

ويقينًا لو أنهم من غير بني ديننا وجلدتنا لقلنا فيهم ما جاء في قوله تعالى «وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

لكن الكارثة أنهم منا وبيننا، زملاء مهنة وأصحاب قلم، والأعجب أن بعضهم درس علوم الفقه، قبل أن يستيقظ أحدهم فيتهم الصحابي الجليل أبي بكر الصديق بأنه الداعشى الأول، وتستيقظ أخرى، فتجيز زواج المسلمة من غير المسلمة، فان تصديت لهذا العبث رموك بالتخلف والتطرف والجمود!

أعرف أن ثمة جهات أخرى قد يحلو لها في المقابل العبث بمشاعر المؤمنين، فتحبس مدافعين عن الحرية وحقوق الانسان بداعي الاساءة للأديان، وأعرف أن طرفًا ثالثًا يتمنى من صميم قلبه أن ينقسم الناس وأن يدخلوا في دوائر الاغتيالات والدم! لكني أوقن أن مثل هؤلاء الذين انتشروا في البرامج والمواقع كالحواة، ولاعبي السيرك، لهم ولمشغليهم مآرب أخرى، فاحت رائحتها بشدة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store